وجد مجلس الأمن في الأخضر الإبراهيمي شماعة يضع عليها مأساة الإرهاب النصيري في سوريا. أولي ثقته للوسيط الدولي. ولم تعد دول الغرب تلح في ضرورة تخلي بشار الأسد عن الحكم. لأن الجامعة العربية شاركت مجلس الأمن في اختيار الإبراهيمي لمسئولية إيقاف مجازر النظام السوري ضد شعبه. فقد وضعت المشكلة علي الشماعة نفسها. وتركت للإبراهيمي حل المأساة بخبرته الدبلوماسية الطويلة. كان فشل مهمة المبعوث الدولي واضحاً من قبل أن تبدأ. أو مأت إلي ذلك وسائل إلعام عربية وعالمية. وجدت ان المهام الماثلة التي تولاها الابراهيمي لم تشهد حلاً من أي نوع. فأعلن الرجل تخليه عن مهمته. لكن الثقة بخبرات الإبراهيمي أعادته إلي مسئولية التحكيم بين أطراف متصارعة في المنطقة العربية. وكان آخر تلك المهام هي الوساطة بين الشعب السوري وحكامه. والوصول إلي حل يحفظ للسوريين حريتهم وحياتهم. مع ان الرجل كان يملك حرية الحركة. بحيث ينزل إلي المواقع التي دمرتها - ولا تزال - السلطة السورية. فإنه اختار ان يزور العديد من الدول التي لو انها تملك حلاً ايجابياً لقدمته. وطالت جولات الرجل في ظل إرهاب معلن. أداته قوات مسلحة مزودة بالأسلحة المتقدمة. فضلاً عن الأسلحة المحرمة دولياً. زار الأخضر أماكن غير التي كان يجب ان يتعرف فيها إلي جوانب من الحقيقة. بل انه - في أكثر من مناسبة - نقل وجهة نظر النظام. وأغفل وجهة نظر المعارضة. ثم اكتفي بوصف ما يجري في سوريا بأنه حرب أهلية. تعبير الحرب الأهلية يصعب ان نطلقه علي ما يجري في سوريا. لأن طرفي الصراع لا يتساويان في القوة. الثورة تعبير عن المواطنين البسطاء. وقد ظلت - لأشهر طويلة - بلا سلاح إلا أصوات متظاهريها. في مقابل حرب إبادة. لجأ إليها النظام منذ اللحظة الأولي. ما دامت إسرائيل تعيش طمأنينة المساندة الأمريكية. فإن اكتفاء الغرب بشماعة الإبراهيمي لا يبدو غريباً ولا مستغرباً. أما الجامعة العربية فإنها مطالبة - لمواجهة مسئولياتها - ان تساند الشعب السوري. ممثلاً في مقاومته المسلحة ضد نظام رفض حتي ان يمنع استخدام السلاح ضد مواطنيه في عيد الأضحي. ارفعوا المسئولية والحرج عن الأخضر الإبراهيمي. وتجاوزوا لغة الشعارات والمساندة البلاغية. ساعدوا الشعب السوري في انتزاع حقه في الحياة. وفي الحرية. من قبضة نظام لا يعرف سوي لغة الإبادة.