* منذ يوم الخميس قبل الماضي وربما قبلها بيومين أو ثلاثة بدأ معظم المصريين إجازة عيد الأضحي ومازالوا في إجازة حتي اليوم.. عشرة أيام وأكثر عاشوها "علي حس العيد".. زوغ الموظفون من أعمالهم والصنايعية من أشغالهم والطلبة من مدارسهم وجامعاتهم والفلاحون من مزارعهم والعمال من مصانعهم.. وتوقفت مسيرة الحياة إلا قليلاً.. حتي أفران الخبز أغلقوها. وبات البحث عن رغيف في هذه الأيام كالبحث عن عيل تايه يا ولاد الحلال!! * لا أعتقد أن هناك شعباً في المنطقة العربية والإسلامية يفعل ما نفعله نحن المصريون في الأعياد.. سلوكاً غريباً وعادات غير سوية. ففرحة العيد يجب ألا تأخذ أكثر من حدها ولا تتوقف معها عجلة الإنتاج. وحركة الحياة. فهؤلاء الواقفون علي عرفات يؤدون مناسكهم وينتهون منها ويعودون ومازلنا نحن في إجازة. وكأننا نحن من أدينا فريضة الحج وليس هم!! * عيد الأضحي في المفهوم الشعبي المصري هو العيد الكبير. ولازم إجازته تكون كبيرة قد تتجاوز الأسبوعين عند البعض. مع أن العيد الصغير وهو عيد الفطر المبارك أيضاً يستغرق نفس الوقت في الإجازة علي اعتبار أننا خارجون من صيام.. وارحمونا بقي خلونا نعيد!! * لا أحد ينصاع للإجازة الرسمية التي تعلنها الدولة. وهي في حالة عيد الأضحي أربعة أيام. وغالباً ما تنطبق علي موظفي الدولة الذين يتحايلون علي تبكيرها قبل موعدها. وتمديدها بعد موعدها. ويضربون عرض الحائط بالقرارات واللوائح المنظمة للإجازات. * كله كوم والصنايعية كوم. فعلي مدي أسبوعين لا يمكنك حتي الاتصال بسباك أو نجار أو كهربائي أو سائق أو ميكانيكي. ولو حدث لك طارئ أو عطل في أي شيء. فعليك الانتظار حتي ينتهي هؤلاء من إجازتهم الممتدة إلي أن تنتهي تماماً كل الفلوس التي في جيوبهم. والتي حرصوا علي تكديسها قبل العيد. ولا يمكنك إجبار أي صنايعي علي النزول قبل أن يحتاج هو إليك. وإلي فلوسك!! * كل سنة وكل الشعب المصري الجميل بخير.. وواكل لحمة ضاني مشوية. ومسترخي وواكل فتة. ونايم في الشوربة.. وكعك العيد الصغير ونايم في السمنة البلدي والسكر. ولكن نتمني ألا يطول في الإجازة. فأربعة أيام أو ثلاثة. تكفي. فالحياة والاقتصاد لا يحتملان كل ذلك. مع الأخذ في الاعتبار أن إنتاجه في أيام العمل العادية أقل معدل إنتاج في الدنيا!!.. وعيد سعيد.