بمجرد الإعلان عن بدء تشغيل خط الطيران الجديد بين القاهرة وكوبنهاجن شهد مكتب مصر للطيران إقبالا غير عادي من الراغبين في حجز أماكن حيث فوجيء أشرف عبدالحافظ مدير إقليم مصر للطيران في الدنمارك بامتلاء الرحلات لمدة عدة أسابيع. ومن جانبه صرح الطيار علاء عاشور رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للخطوط الجوية بأنه تقرر زيادة رحلات الشركة بين القاهرة وكوبنهاجن إلي أربع رحلات أسبوعيا بدلا من ثلاثة مع بدء تشغيل الجدول الصيفي القادم لمواجهة كثافة الراغبين في السفر بين البلدين مشيرا إلي أن الشركة تدرس تشغيل رحلة يوميا علي هذا الخط الذي حقق نجاحا كبيرا. السلطات الأمنية في الدنمارك تعيش حالة الاستنفار الأمني بعد القبض علي شاب مجهول الجنسية يحمل متفجرات بجوار الجريدة التي نشرت الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم وقد ظهر هذا الاستنفار جليا لحظة وصول بعثة مصر للطيران إلي مطار كوبنهاجن علي متن أول رحلة تصل إلي هناك إيذانا ببدء تشغيل الخط حيث فوجيء الوفد بإجراءات أمن مشددة اتخذتها السلطات علي عدد من الكراتين التي تحوي مواد الدعاية المقرر توزيعها بمناسبة افتتاح الخط.. ورفضت سلطات المطار فتحها أو الإفراج عنها إلا في اليوم التالي لوصول البعثة.. وبعد عرضها والكشف علي محتوياتها بواسطة خبراء المفرقعات. رغم أن مدينة كوبنهاجن معروفة بأنها من أرقي وأجمل العواصم العالمية.. وأن سكانها يعيشون حياة الترف إلا أنك تشاهد خلال جولتك في المدينة الشحاتين الذين نجحوا في استحداث أساليب حضارية للشحاتة.. فمنهم من يرتدي زيا ليبدو كالتمثال الحجري لكنك تفاجأ به ينحني لأي شخص يضع نقودا في الإناء الصغير الموجود أسفل قدميه.. ومنهم من يعزف الموسيقي علي قارعة الطريق بهدف الشحاتة أيضا. التوك توك دانماركي أغلب الدنماركيين يستخدمون الدراجات كوسيلة انتقال أساسية لهم لأسباب كثيرة كما علمت من خلال حديثي مع بعضهم.. أهمها توفير النفقات نظرا للارتفاع الجنوني في أسعار الوقود والمحافظة علي البيئة من عوادم السيارات وليس غريبا أن تشاهد وزيرا يقود دراجته لشراء لوازمه من السوبر ماركت. أما اللافت للنظر أن تشاهد الدراجات ذات الثلاث عجلات يعلوها غطاء.. تقف في منطقة نصف البلد الممنوع سير السيارات بشوارعها الضيقة لتوصيل الزبائن إلي خارج المنطقة علي طريقة التوك توك في مصر. رغم الجمال الخلاب لمدينة كوبنهاجن التي تحيطها البحيرات الطبيعية وتتخلل شوارعها البحيرات الصناعية.. والمساحات الخضراء الشاسعة.. والهدوء والنظام إلا أن الحياة هناك قاسية جدا بسبب طقسها الشديد البرودة وأمطارها الغزيرة.. لدرجة أن البحيرات تتجمد وتسمح الحكومة بمرور السيارات فوقها كالطرق الاسفلتية.. فالشعب في الدنمارك لا يستمتع بالمميزات الكثيرة والممتعة للمدينة سوي شهرين طوال العام بسبب العوامل الجوية السيئة.. أما الأشد قسوة أن الشمس نادرا ما تسطع هناك.. وأن النهار ينطفيء نوره الطبيعي حوالي الثالثة ظهرا مما يجعل المقيم هناك يعيش أغلب حياته في ظلام دامس معتمدا علي الإضاءة الصناعية.. وربما هذا سر ارتفاع معدلات الانتحار في مثل هذه المدن. مطار عملي الدنماركيون عمليون وأصحاب فكر متميز.. فصالات المطار كلها متشابهة لا تفرق أيهما للسفر أو للوصول لأن تصميم الصالات يسمح باستخدامها للسفر والوصول رغم إحكام السيطرة الأمنية.. والمطار هناك تشعر أثناء تجولك بداخله أنه مول تجاري كبير لدرجة أنك تحتار من كثرة وتنوع المعروضات حيث يمكنك التسوق منه من الإبرة للصاروخ. يبقي أن نلقي الضوء علي أشرف عبدالحافظ المدير الإقليمي لمصر للطيران في الدنمارك الذي نجح باقتدار في الإعداد لافتتاح وتشغيل خط الطيران المباشر بين القاهرة وكوبنهاجن ويتحمل وحده العمل كمدير للمكتب وفي نفس الوقت مدير للمحطة إلي جانب اتصالاته واجتماعاته مع المسئولين هناك لضمان نجاح الخط