قدمت فرقة الإنشاد الديني حفلا علي المسرح الصغير بدار الأوبرا يعد من أهم حفلاتها خلال هذا الموسم ليس لأنها جاءت بمناسبة عيد الأضحي المبارك ووقفة عرفات فقط ولكن لأنها قدمت فقرات تحمل إلي حد ما تطورا في الغناء الديني في الشكل والمضمون.. وفرقة الإنشاد الديني التابعة حاليا لدار الأوبرا من الفرق العريقة تأسست منذ اوائل سبعينات القرن الماضي بهدف الحفاظ علي التراث الغنائي الديني وتقديمه بمصاحبة موسيقية وكورال من الرجال بديلا عن البطانة وقد كانت الفرقة حافزا ليقدم لها كبار الملحنين الكثير من الألحان الدينية حتي اصبح لها رصيدها الخاص بها وكانت قسما من الفرقة العربية ثم انفصلت بعد عدة سنوات من انتقالها لدار الأوبرا الجديدة لتصبح لها حفلاتها الخاصة.. الحفل قاده المايسترو عمر فرحات الذي نجح في اختيار فقراته وترتيبها وأحسن في اختيار المؤدين لفقرات هذا البرنامج الشيق.. برنامج الحفل تنوع بين الابتهالات والغناء الديني المعاصر وبين الأداء الجماعي والفردي وتكون من 15 فقرة .. بدأ الحفل بأداء المجموعة واختتم بها حيث كانت البداية مع التعطيرة النبوية للشيخ سيد موسي أدتها المجموعة بتنوع جميل اما الختام فكان مع لحن سيد مكاوي الشهير أسماء الله الحسني التي اشتهرت به الفرقة ومحببة لدي الجماهير ويتم إعادتها دائما بناء علي طلبهم. أصوات نسائية بين البداية والختام استمعنا إلي الأغاني الفردية وبعض الأعمال الجماعة منها التكبيرات التي أعدها محمود الوزيري واسماء الحبيب ألحان الشيخ محمد عبدالله وكان أداؤهما ايضا طيبا ويؤكد ان المجموعة في هذه الفرقة اكتسبت خبرة كبيرة تميز أداءها أما الأغاني الفردية فقد تألق فيها نجوم الفرقة فشاهدنا محمد عبد الحميد في لحن مكاوي إلي أرض الحجاز واشرف زيدان في لحن عبد العظيم عبد الحق في مدد يا رسول الله ومن اعمال الكحلاوي شدا إبراهيم فاروق بحب الرسول وامتعتنا أمنية سمير بلحن جمال سلامة سلام الله ياطه اما آيات فاروق قدمت لنا عملين مدح الرسول من الحان زكريا أحمد ويا محمد للملحن عبد العظيم محمد اما حسناء فغنت من ألحان كمال الطويل لغيرك ما مددت يدا والثلاث مطربات يمثلن العنصر النسائي الوحيد في هذه الفرقة والذي يعد انضمامهم للفرقة من علامات تطورها .. من إيجابيات الحفل الفرقة الموسيقية المصاحبة التي تضم عددا من العازفين المهرة والذين لهم دور بارز في نجاح هذه السهرة المتميزة. روح الوجود اما درة البرنامج والتي تمثل تجديداً في البرنامج الصورة الغنائية الصوفية "روح الوجود" التي تم تقديمها في الفاصل الثاني من الحفل من خلال ثلاثة مقاطع شعرية غنائية كانت تربط بينهم الإذاعية عزة إسماعيل وكانت الأبيات الأولي "يا حبيبي يا الله" من أداء المنشد المعروف حسام صقر وألحان عادل حسني والثالثة من أداء مصطفي الجندي وألحان الموسيقار عمار الشريعي واشترك حسام ومصطفي في المقطع الثاني "نور النبي الرحيم" ألحان أحمد عبدالله والصورة جاء تنفيذها بطريقة جيدة حيث كانت البداية مع مقدمة موسيقية للدفوف بها دور بارز ثم تهدأ الموسيقي لتجد هذه الأصوات فرصتها لتجعلنا نسبح في الكلمات الصوفية للشيخ الجليل سلامة الراضي من خلال أدائهم البديع .. إنها ليلة صوفية جميلة نجحت الفرقة في أن تجعل الجمهور يعيش الأجواء الروحية الجميلة مع نسمات موسم الحج ووقفة عرفات وعيد الأضحي المبارك.