عندما اتسع نشاط المعماري رمسيس ويضا واصف في مجال انتاج السجاد بأيدي اطفال قرية العمرانية. توقف الفنان حبيب جورجي عن توجيه الاطفال إلي انتاج السجاد واتجه مع تلاميذه إلي تشكيل "الطين الاوانلي" الطري الذي يبدو وكأنه موجه إلي التعبير المجسم ذي الثلاثة أبعاد ولأنه مثل جسم الانسان في ليونته.. وهكذا استمر رمسيس ويصا واصف في انتاج السجاد بدار الفن في قرية الحرانية.. واستمر المربي الفنان حبيب جورجي في تجربة متابعة تطور المخزون التشكيلي عند الاطفال حتي سن المراهقة. وتنتشر الآن في الكثير من متاحف العالم. وفي المجموعات الخاصة. وفي بعض الاماكن العامة مثل الفنادق الكبري والمطاعم: لوحات من سجاد الحائط ابدعتها انامل الاطفال المصريين الذين تترواح اعمارهم بين 11 سنة و30 سنة. فان الذين تجاوزوا من الطولة احتفظوا في انتاجهم الفني بكل مميزات فن الطفل. بسبب حياتهم داخل تلك الدائرة المختلفة في قرية الحرانية تحت صفح الهضبة التي تحمل أهرام الجيزة الشهيرة. لقد بدأ هذه التجربة المهندس الفنان رمسيس ويصا واصف عام 1924 عندما قام بالاشراف باعتباره مهندساً معمارياً- علي تنفيذ مبني احدي المدارس التابعة لجمعية خيرية- وخلال تردده علي المكان اقترح ان يتطوع بتدريس مادة التربية الفنية بنفسه.. وقد أعطيت له الفرصة كاملة فلم يلجأ إلي الاوراق والألوان قبل أحضر عدداً من الانوال البسيطة وكمية من الصوف صبغها بعدة أصباغ نباتية بدائية وبدأ الانتاج.. وعلي الرغم من أن انتاج هذه التجربة بيع كله في السوق الخيري السنوي للجمعية إلا أن النتائج لم تقنع المشرفات علي المدرسة. فطلبن منه أن يجعل التلاميذ يقومون بتكبير بعض تصميمات النسيج القبطي الاثرية.. ورفض رمسيس ويصا ذلك.. وقد استمر معه في هذه التجربة ثلاثة تلاميذ فقط.. هم فايق نقولا ومريم مرمينا وفتنة فكري. وباستمرار نجاح التجربة فكر المهندس رمسيس ويصا أن يبني مكانا يستطيع أن يحقق فيه فكرته وتجربته كاملة.. فاختار قرية الحرانية لتكون مكانا للتجربة بشكل أوسع وذلك ابتداء من عام .1955 في ذلك الوقت كان قد تزوج من الآنسة صوفي حبيب جورجي- ابنة الفنان العربي حبيب جورجي أول من خاض تجربة "الفن التلقائي عند الاطفال المصريين".. وكان قد أعلن نتائج تجربته عام 1952 فكان لها دور عالمي في أوساط المهتمين بالتربية الفنية.. فاستمر رمسيس ويصا واصف في مشروعه مهتماً ومستفيدا بنتائج تجربة أستاذه وسلفه وحمية الباحرة. في مسألة اختيار خانة التشكيل التي نقدمها للطفل. يقع الخلاف والاختلاف بين حبيب جورجي وصبره رمسيس ويصا واصف الذي يري أن صراع الطفل مع الخامة واستمرار تقدمه في طريق السيطرة عليها يوما بعد يوم وعملا بعد عمل يؤكد ويعمق ثقته بنفسه وبقدراته موحية من التقليد ومن تأثير الاشكال الفنية التي قد تواجهه خلال تعرفه علي العالم الحضاري خارج قريته.. يعكس خامة الطين السهلة الطيمة المماثلة للواقع ذي الابعاد الثلاثة.. انها تحرضه علي افراز كل شحناته التعبيرية في سهولة ويسر وبسرعة. فيتحرك نحو الاكاديمية والنقل الحرفي عن الواقع بمجرد تخطيه من المراهقة.. ولهذا حقق حبيب جورجي نتائج باهرة في بحثه العلمي ولم يحقق استمرارا في انتاج الفن التلقائي في حين حقق رمسيس ويصا معجزة في الانتاج الباهر لهذا الفن النادر الوجود.. دون أن يهتم بالابحاث ووضع النظريات التربوية. وقد سبق أن عرضت أعمال اطفال تلحرانية في جناح المعارض بمتحف اللوفر بباريس عام 1965 كما شاهد عدد من البلاد الاوروبية منذ عام 1958 عندما عرضت في مدينة بسال بسويسرا ثم بمتحف الفن الحديث في استكهولم عام 1960 وبعد ذلك في هولندا والنرويج ثم ميونخ.. والسويد وتشيكو سلوفاكيا وسويسرا مرة أخري في لوزان عام ..1967 ثم السويد للمرة الثانية ولندن وغيرها.. تؤكد هذه التجربة الرائدة الرائعة اصالة الفن التلقائي الشعبي الذي يحل عراقة التراث القديم وروعة التلقائية المعبرة في العصر الحاضر.. وهي تمثل انطلاقة واعية موجهة للقدرات الفنية الطبيعية للشعب المصري. ويبالغ النقاد الماليون في الاهتمام بهذه الاعمال إلي حد اعتبارها معجزة فنية برزت في مجال رسوم الاطفال وأنها اصدق تعبير عن البيئة.. كما يرونها إلي وجانب ذلك بداية لانطلاق طاقات خلافه كمما منه يمكن استخلاص أهم النتائج من متابعتها والتعرف علي مراحل التطور التي تتابع مع أعمار هؤلاء الاطفال.