البقعة السوداء هنا اسمها "هشام أبورية" ابن "سخنين" إحدي قري الجليل- والتي تحولت إلي بلدة بعد أن صادرت إسرائيل أراضيها الزراعية. يتباهي أبورية بأنه دخل التاريخ من باب لا يتشرف وطني مخلص بالدخول منه. فقد أصبح أول فلسطيني من عرب 48 يصل إلي رتبة ضابط في الجيش الإسرائيلي..!! فالمفروض أن فلسطيني 48 غير ملزمين بالتجنيد باستثناء الدروز والبدو ويمكن لمن يريد منهم التطوع في الجيش. لكن من النادر أن يتقدم أي منهم للتطوع سوي بعض الشباب الذين لم يكملوا تعليمهم العالي ويريدون الهروب من الفقر والبطالة. وعندما يتطوعون يمارسون أعمالاً متدنية. الولاء للوطن!!! من هنا يتباهي هشام أبورية بأنه أول عربي "لا يصف نفسه بأنه فلسطيني" يحطم هذا التقليد ويصبح ضابطاً بالجيش الإسرائيلي برتبة ملازم. ويمضي أبورية "26 سنة- والحاصل علي درجة جامعية في اللغة العبرية" إنه فعل ذلك كي يكون طليعة للتفاهم بين العرب واليهود في هذا "الوطن" الذي يدين له بالولاء. ويؤمن بضرورة المساواة والتعايش بين أبنائه. وفي حديث للتايمز البريطانية من مكتب في معسكر للجيش الإسرائيلي في الرملة يقول: إنه يشعر بالأسف لأن العرب يرفضون الخدمة في "جيش الدفاع الإسرائيلي" رغم أن الجيش يشجعهم علي ذلك ويعترف بأن التمييز ضد العرب موجود فعلاً لكن خارج الجيش أما داخله.. فلا. والدليل هو نفسه بعد أن وصل إلي رتبة ملازم. وكان ذلك التمييز الذي يتعرض له العرب هو الدافع وراء التحاقه بالجيش الإسرائيلي للتأكيد علي حقه وحق إخوانه العرب في المساواة. ويشعر هشام أبورية بالأسف لأن الغالبية الساحقة من الشباب العربي في إسرائيل يفضلون البطالة وأن يهيموا علي وجوههم في الشوارع ويضيعوا الوقت علي الالتحاق بالجيش. هذا رغم أن الالتحاق بالجيش تجربة مفيدة يعتاد الشخص بفضلها علي العمل والنظام والنشاط وهي فضائل تنقص معظم الشباب العربي في إسرائيل. كما أن الجيش قام من أجل الدفاع عن كل مواطني دولة إسرائيل عرباً ويهوداً. فالصواريخ التي تنطلق علي إسرائيل والتي يرحب بها بعض إخوانه العرب لا تفرق بين عربي ويهودي. وينتقد أبورية أعضاء الكنيست العرب الذي يتقاضون رواتب شهرية ويحصل الواحد منهم علي سيارة ثم لا يجدون بأسا في الهجوم علي إسرائيل وعلي الكنيست نفسه. ذو الرأس الحمراء يمضي أبورية في الكشف عن المزيد من وجهه القبيح فيقول إنه يلتزم بكافة تعليمات الجيش حتي إنه شارك لبعض الوقت في حراسة مستوطنة يهودية في الضفة الغربية. وهو حالياً مكلف بتشجيع المزيد من الشباب العربي علي التطوع في الجيش الإسرائيلي. ويقول إنه واثق من نجاحه لأن العرب لم يكونوا يعتقدون أن واحداً منهم سوف يصبح ضابطاً في جيش الدفاع يوماً ما. وهو علي علاقة طيبة بزملائه اليهود ويشاركهم في أعيادهم ويحتفل بالأعياد الإسلامية.