علي مدار عامين كاملين ومباحث آداب الإسكندرية تجمع معلومات عن "سيدة أعمال" شهيرة في كافة الأوساط السياسية والاجتماعية لها اسمها الذائع الصيت ليس بحكم ارتباطها بعدة أزواج من أصحاب المناصب الهامة فحسب ولكن لثرائها الفاحش وتقديمها لخدمات نسائية متعددة للوسط الراقي. منذ سبعة أشهر فقط أعطي اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية إشارة البدء في عمل تحريات موسعة لضبط "سيدة الأعمال".. فريق التحري برئاسة العميد شكري عوف مدير مباحث الآداب والذي يضم كلاً من العقيد شريف التلاوني والرائد أحمد حامد قد كشف الأهوال عن المتهمة فهي "سيدة" شديدة الحرص لا تهر بنفسها في أي شقق الدعارة المتعددة التي تديرها بجميع أنحاء الإسكندرية ودائماً ما يوجد وسيط هو الذي يتولي الاتصال بها لإبلاغها بالزبائن.. ولا تقبض نقوداً في يديها علي الإطلاق وتتخذ من المناطق الراقية بالساحل الشمالي والعجمي وشرق الإسكندرية موقعاً متغيراً لنشاطها المستمر منذ أكثر من عشرين عاماً. الأغرب أنها كانت تنتقي الزبائن بحكم مستواها الراقي من الأندية الخاصة والكافيتريات الباهة حتي من أصدقاء أزواجها السابقين وأصدقاء أبنائها ومن معارفها برجال الشرطة وهو ما جعل العمل يتخذ الطابع السري من قبل مباحث الآداب حتي لا يتم كشف ما توصلت إليه من تحريات.. وتحركاتها لم تكن تقتصر علي جلب الرجال ولكن أيضاً "النساء" الراقيات اللاتي يعانين من ضعف الحالة المالية لأزواجهن واللائي طلقن حديثاً أو السيدات الراغبات بطبيعتهن للمتعة المحرمة وعدم الاكتفاء بأزواجهن.. كان لها أسلوب خاص في استدراج الرجل أو المرأة للتحدث عن متاعبه وضيقه من حياته أو الطرف الآخر فيها لتبدأ في عرض نشاطها عليه لمساعدته في الخروج من الضائقة التي يعانيها. الطريف أنها أول من ابتكرت زواج "المسيار" بالإسكندرية لرجال الأعمال ورجال الشرطة والعاملين بالمناصب الحساسة بالارتباط بفتيات من أسر محترمة حتي لا يتم كشف أمرهم نير مبلغ مالي يدفع للزوجة شهرياً أو أسبوعياً أو بعد كل زيارة قد تكون مرة أو اثنتين في الأسبوع فقط أو حسب تفرغ الزوج.. وكان نشاطها يلقي تجاوباً كبيراً من رجال الأعمال علي كافة الأعمال وتطلب نير خدماتها إما خدمات خاصة لها من تجارة أراض وعقارات وحتي المخدرات أو مقابل "مادي" يتم تحديده مع "الرجل" وقد يسبق هذه الاتفاقيات لقاءات جنسية بين الرجل والمرأة ليتأكد أنه سيتزوج عرفياً أو رسمياً من امرأة تناسبه.. وبالطبع يمكن أن تسوق المرأة مرة أخري لرجل آخر في حالة عدم علم الزوج. تمكنت مباحث الآداب من تحديد عقار بشارع "بالو" بمنطقة شهر العسل هو المقر الدائم لإقامتها وهو مكون من ستة أدوار له بوابة حديدية يجلس عليها "بواب" مهمته إدخال السيدات والرجال من راغبي المتعة وتحصيل الأموال المتفق عليها ويقع بكل دور ثلاث شقق ويوجد بالمصعد الخاص بالعقار مفتاح خاص بكل دور يحمله "البواب".. وبذلك يكون هناك ما يقرب من "15" شقة تدار للأعمال المنافية للآداب بخلاف الدور السادس هو دور الطبقة الراقية ومعزول عن باقي أدوار العقار ببوابة حديدية وبالتالي لا يمكن الوصول إليه إلا بواسطة "المصعد" ويتم فتحه بتوصية من "سيدة الأعمال" شخصياً حيث يتردد عليه أبناء الأثرياء والشخصيات الراقية مع توفير فتيات ذات مستوي خاص لهذا الطابق بالتحديد. وأمام اللواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية تم وضع جميع الحقائق حول الشبكة الراقية بالإسكندرية وصعوبة اختراق المقر وأن البواب هو وسيلة الدخول الوحيدة للعقار المحصن وهو مسجل شقي خطر سرقات هارب من حكم بالسجن شهر وكفالة 100 جنيه ومتزوج من "قاصر" عمرها "16 سنة" بعقد عرفي ويقيم معها في شقة بمدخل العقار وأجره الشهري يصل إلي ألف و500 جنيه بخلاف ما يحصل عليه من الزبائن.. وبضبطه اعترف بالتفاصيل الكاملة وكيفية تحصيله للأموال وإرسالها لسيدة الأعمال بشقتها الفاخرة بمنطقة جليم بشرق الإسكندرية.. كما اعترف بتقاضيه مبلغ "250 جنيهاً يتم دفعها للفتاة" و"250 جنيها" أخري نير الصعود للشقة أي أن الساعة تتكلف 500 جنيه بخلاف البقشيش. ثم قام باصطحاب القوة بالمصعد إلي الدور السادس المحصن.. ليتم ضبط طالب بكلية التجارة بوضع تلبس مع فتاة "مسجلة أداب" في إحدي الحجرات.. بينما كانت تجلس أخري في الصالة في انتار الزبائن.. كما عثر علي مبلغ 2700 جنيه داخل الشقة. أحيل المتهمون إلي محمد النويشي رئيس نيابة الدخيلة الذي أمر بضبط وإحضار سيدة الأعمال وحبس عضوات الشبكة أربعة أيام علي ذمة التحقيقات.. وتوجيه تهمة تسهيل أعمال الرذيلة للبواب وتهمة الزواج من قاصر ليتم حبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيقات وحبس زوجته أربعة أيام علي ذمة التحقيقات أيضاً.