أكثر من 400 ألف صياد بكفرالشيخ المنتشرين في قري مراكز البرلس وسيدي سالم ومطوبس والرياض.. يعيشون علي ساحل البحر المتوسط الذي يمر داخل المحافظة بطول 118 كيلو مترا يعشقون جميعا هذا البحر المتلاطم الأمواج ويعرضون أنفسهم للمخاطر الشديدة التي قد تؤدي إلي فقدانهم لحياتهم في سبيل الحصول علي مبلغ زهيد لا يتجاوز 500 جنيه مقابل رحلة صيد تصل إلي 20 يوما في أعماق البحر المحفوف بالمخاطر ودون كلل أو تعب. طالب الصيادون بالنظر إليهم باهتمام من أجهزة الدولة المختلفة لأنهم يحصلون علي أرزاقهم للانفاق علي أسرهم بالكد والمشقة والعناء والغربة عن أولادهم وأسرهم حيث يتحملون البرد القارس الشديد في سبيل لقمة عيش كريمة بدلا من التسكع في الشوارع. عاشت "المساء" مع هؤلاء الصيادين في قراهم لكي نتعرف عن ظروفهم خلال رحلة الصيد في أعماق البحر ووسط أمواجه المتلاطمة. يقول وليد أحمد عبده أحد الصيادين بقرية برج مغيزل مركز مطوبس: في قريتنا والقري المجاورة نعمل جميعا في مهنة الصيد أبا عن جد.. ويبدأ التجهيز لرحلة صيد داخل أعماق مياه البحر المتوسط من خلال توفير مركب صيد كبير يتجاوز ثمنه أكثر من مليون جنيه يعمل عليه 16 صيادا من بينهم ريس المركب والميكانيكي ومساعد الريس والباقي صيادين مهمتهم القيام بأعمال الصيد ووضع الأسماك في صناديق مخصصة لذلك حيث تستوعب هذه الصناديق أكثر من طن أسماك.. ولا تبدأ رحلة الصيد إلا بعد تخزين كميات من الأسماك واللحوم بكافة أنواعها بالإضافة إلي الفاكهة والخضروات لاستخدامها طوال رحلة الصيد التي تمتد إلي 20 يوما في أعماق البحر. أضاف أحمد شديد ريس مركب صيد من أبناء قرية برج مغيزل: قبل القيام برحلة الصيد في أعماق البحر يتم تموين المركب السولار حيث يحتاج خلال رحلة الصيد لأكثر من 50 ألف جنيه سولار وذلك في ظل الأزمة الطاحنة في الحصول عليه وتبدأ بعد ذلك رحلة الصيد وسط مياه البحر المتوسط بالتناوب بين المراكب بشرط ألا تزيد مدة رحلة الصيد عن 20 يوما حتي لا يتعرض صاحب المركب للغرامة من أجل إفساح الفرصة للاخرين. أشار أحمد مصطفي ميكانيكي مركب صيد: بعد وصولنا لمكان الصيد يقوم باقي المتواجدين علي المركب من الصيادين برمي غزول وحبال الصيد وسط المياه وبعد ساعة أو ساعتين يتم سحب الغزول فنجدها مليئة عن آخرها بأسماك البردون والمرجان والسبيط والجمبري والاستاكوزا وأنواع أخري ووزن الغزول يصل إلي 200 كيلو. قال أحمد نصار نقيب الصيادين بالمحافظة: يضطر أغلبية الصيادين للصيد بمراكبهم بالمياه القريبة من دول تونس وليبيا ومالطا لأن هذه المنطقة مليئة جدا بالأسماك بخلاف شواطئنا لأن هذه الدولة يوجد بها محميات طبيعية لنمو وتكاثر الأسماك والثروة السمكية هي المسئولة عن ذلك فلابد من إقامة هذه المحمية حتي لا يضطر الصيادون للصيد بالقرب من المياه الإقليمية لهذه الدول. أضاف أبوبكر الجزائرلي شيخ الصيادين بقرية برج البرلس.. الصيادون يعيشون وسط مياه البحر بطريقة طبيعية جدا لأنهم أصبحوا عشاقا للبحر لأن حياتهم جميعا أصبحت مرتبطة به.