لأول مرة تأتي مباراة ودية للمنتخب القومي بثمارها وتحقق كل المطلوب وتكشف العيوب وتوضح الايجابيات والسلبيات بعد فوز الفريق علي تنزانيا بخمسة أهداف مقابل هدف وهي نفس النتيجة التي حققها المنتخب أمام نفس الفريق في نوفمبر 2009 ضمن استعدادات المنتخب لتصفيات كأس العالم. وقبل أن أخوض في تحليل مختصر للمباراة أحب أن أؤكد ان اقامة دورة حوض وادي النيل في هذا التوقيت بالذات هو أكبر استفادة لفريقنا القومي قبل المواجهات الرسمية العنيفة التي تنتظره في تصفيات بطولة الأمم الأفريقية حيث تشكل المباريات الثلاث التي يلعبها في المجموعة حجر زاوية متين قبل مواجهة جنوب أفريقيا في مارس القادم ويستطيع من خلالها الجهاز الفني وضع يده علي كل النقاط المطلوبة لتحقيق الفوز في جوهانسبرج. وكذلك فقد جاءت المباريات الثلاث التي أقيمت بالأمس لتؤكد ان هناك مستويات جيدة للفرق الست التي لعبت المباريات وأن الدورة لم تكن "مضروبة" كما حاول البعض أن يصورها نظراً لعدم تصنيف المنتخبات المشاركة ولكنها أكدت أن الكرة الأفريقية تتقدم بخطي سريعة علي جميع المستويات. ولا ينقص هذه الدورة غير التواجد الجماهيري في جميع المباريات خاصة التي لم يكن الفريق المصري طرفاً فيها.. وأقترح ان تكون مشاهدة هذه المباريات مجاناً اكتفاء بتحقيق ايراد لمباريات مصر تساهم في الهدف الذي أعلنه رئيس اتحاد الكرة انه سوف يذهب تبرعاً لأحداث الاسكندرية. أعود لمباراة الأمس وبملخص سريع وهي أن حسن شحاتة استثمر المباراة جيداً ونفذ فيها خطوات كثيرة جاءت كلها ايجابية وكانت السبب في ارتفاع نسبة الأهداف منها: * اشراك وجوه جديدة منها من عاد الي الفريق ومنها من يدخل بعد فترات طويلة مثل محمد نجيب وابراهيم صلاح والسيد حمدي وأحمد بلال وشيكابالا أحد نجوم الموسم البارزين وعمرو السولية ومنحهم الفرصة وأعتقد ان جميعهم نجحوا في التجربة وسيكون لهم مكان في المباريات الرسمية ان لم يكن في التصفيات فسيكون في البطولة ذاتها 2012. * نقطة أخري عودة رأس الحربة الصريح الي صفوف الفريق والتي استفاد منها المنتخب كثيراً باشراك أحمد بلال والسيد حمدي وأحمد علي الذين أحرزوا ثلاثة أهداف من الخمسة وكان وجود الثلاثة مثمراً. * تعديل طريقة اللعب مع عدم تغيير مراكز اللاعبين كثيراً باستثناء أحمد فتحي الذي تبادل مركز الظهير الأيمن الي وسط الملعب. * أما الملاحظات فقد تركزت في الدفاع الذي مازال في حاجة لعملية ترميم ليس فقط لما ظهر في الدقائق الأخيرة التي أحرز فيها فريق تنزانيا هدفه ولكن هبوط الأداء والسرحان قد ظهرا في أكثر من موقف خلال المباراة ولعل عودة سيد معوض ومحمود فتح الله الي صفوف هذا الخط في المباريات الرسمية يعيد إليه اتزانه. * افتقد الفريق لوجود عصام الحضري الذي يعطي الأمان لخط الظهر بعدما اهتز مستوي عبد الواحد السيد ومحمد صبحي رغم عدم الضغط الكثيف عليهما خلال المباراة لتواضع المنافس وليس لقوة خط الظهر. * أما النتيجة الاجمالية الايجابية للمباراة فإنه لابد من ان يكون هناك نجم للمباراة وأظن ان أحدا لا يختلف علي أحمد سمير فرج الذي أشعل الجبهة اليسري بأدائه الراقي مما تسبب في احراز هدفين واضاف هو الثالث بمساعدة مدافع تنزانيا الي جانب اكتشاف مهاجم قناص هو السيد حمدي ليضيف الي اكتشافات حسن شحاتة بعد جدو وأحمد علي.. لتكون المحصلة النهائية هي نجاح التجربة ومازالت الجماهير تنتظر الكثير في المباراتين الباقيتين مع بوروندي وأوغندا ليكون الاطمئنان الأكبر علي مباراة جنوب أفريقيا عنق الزجاجة في التصفيات الأفريقية.