احتفاء بذكري نصر أكتوبر المجيد عام 1973 تنشر "المساء" علي مدي الشهر حلقات حول انتصارات العسكرية المصرية علي مر التاريخ.. نقدم كل يوم قصة معركة والبطولات التي تحققت فيها. تحية منا لجيشنا الباسل. أول جيش في العالم عندما تعرضت مصر. لأول مرة. لإغارات من قبل البدو علي حدودها في بداية حكم الأسرة الثالثة حوالي عام 2686 ق.م سارع فرعون مصر في هذا الوقت "زوسر" بوضع اللبنات الأولي في بناء جيش مصري ثابت ويمكن أن تعتبره أول جيش ثابت في تاريخ العالم. وكان الفرعون نفسه يتولي قيادة هذا الجيش. وفي العصر الفرعوني. كان الجيش مقسماً إلي عدد من الفيالق. في كل فيلق عدد من الفرق ويسمي قائد الفيلق "أمرامشع" وكانت الفرقة تسمي "عبرو" وتنقسم إلي عدد من السرايا. وقائد الفرقة يسمي "خرب" وتضم السرية حوالي 200 فرد. وتنقسم إلي عدد من الفصائل كل فصيلة تضم 50 فرداً ويطلق علي قائد السرية "تاي سريت" ويسمي الجندي "نفر" أي الشاب المتباهي. كما كان لمصر القديمة أسطول يضم عدداً كبيراً من السفن يصل طول بعضها إلي حوالي خمسين متراً وتسمي "دبت عات" أي السفينة العظيمة. وقد بلغ عدد سفن البعثات التي أرسلها الفرعون "زوسر" إلي لبنان لإحضار خشب الأرز حوالي أربعين سفينة في البعثة الواحدة وكان المشرف علي الأسطول يسمي "مدب دنت" أي باني السفن وكان جميع أفراد الأسطول عاملين مستديمين وليسوا مجندين. ولإدارة الجيش تم إنشاء مصلحة خاصة تسمي "بيت الأسلحة" ويتبعها أقسام التموين والتسليح وبناء سفن الأسطول والمكاتبات العسكرية ولكي يتم توفير الأمن للبلاد كان لزاماً أن يكون هناك دفاع عن الحدود المصرية ضد إغارات البدو ولهذا الغرض تم تقسيم حدود مصر إلي مناطق أطلق عليها اسم "أبواب المملكة" يحكم كل منطقة منها موظف ويحميها حصن به حامية ثابتة. وذلك حسبما ورد في كتاب "نظرات علي انتصارات العسكرية الوطنية المصرية" الصادر عن الهيئة العامة للاستعلامات أكتوبر .1984 الجيش الفرعوني في الدولة القديمة 2180 - 2040 ق.م أدت القلاقل الداخلية والصراعات بين حكام الأقاليم إلي اعتماد كل حاكم علي جيشه الخاص لحماية إقليمه أو لفرض سيطرته علي إقليم آخر. وقد استعان بعض الحكام ببعض الجنود المرتزقة وذلك لأول مرة في تاريخ مصر. في الدولة الوسطي 2040 - 1786 ق.م ظل لكل حاكم إقليم جيشه أو فرقته الخاصة التي تعمل تحت قيادته مباشرة أو تحت قيادة أكبر أبنائه. وكان هؤلاء الحكام ينضمون بجيوشهم الخاصة إلي الفرعون في غزواته. أما الفرعون نفسه فكانت له فرقته الخاصة التي أطلق علي جنودها "أتباع الحاكم" وكانت تتألف من مجموعة من الضباط الأكفاء. ثم تطور الجيش في هذا العصر من ناحية التدريب والتسليح فأصبح تحت إشراف ضباط متخصصين متفرغين كما أصبح للجيش مظهر واحد في الزي والتسليح وظهر الاهتمام الواضح بالتدريب العسكري واللياقة البدنية.