تزايدت المؤشرات على عمل "إرهابي" وراء سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس إلى القاهرة. وتحطمت طائرة الركاب المصرية، جنوبي جزيرة "كارباثوس" جنوب البحر المتوسط، كانت تقل 66 ركابًا كانت في طريقها من باريس إلي القاهرة، وسط تخمينات حول وجود عمل إرهابي أدى لإسقاط الطائرة. رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي (FSB)، ألكسندر بورتنيكوف، قال إن اختفاء طائرة مصر للطيران، فجر اليوم الخميس، كان عملًا إرهابيًا في جميع الاحتمالات، وفقًا لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء. وقال بورتنيكوف: "في جميع الاحتمالات، هذا هو عمل إرهابي"، مضيفًا "ندعو جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك شركاؤنا في أوروبا، إلى اتخاذ تدابير مشتركة لكشف المسئولين عن هذا العمل الإرهابي". جان بول ترواديك رئيس وحدة التحقيقات السابق بشركة الطيران "إير فرانس"، قال: إنه "شبه متيقن من أن هجومًا إرهابيًا وراء اختفاء الطائرة المصرية فجر اليوم الخميس". الخبير الفرنسي، الذي وصفته صحيفة "الميرور" البريطانية بأنه أحد أكثر الأسماء احترامًا في عالم الطيران، أضاف في تصريحات لإذاعة "Europe 1": "عدم وجود إشارة طوارئ تشير إلى "حدث وحشي"، مستطردًا "مشكلة تقنية أو عطل في الموتور لا يتسببان في سقوط مفاجئ، حيث يكون لدى الطاقم فرصة لرد فعل". واستدرك قائلًا: "الطاقم لم يقل شيئًا، أو يقوم بأي رد فعل، لذلك فإن من المرجح للغاية أن يكون الأمر عملًا وحشيًا، ويمكننا بالتأكيد أن نفكر في مسألة حدوث هجوم". ومع إصراره على الحذر الشديد وتأكيده لأكثر من مرة عدم رغبته في استبعاد أي فرضية لتفسير سقوط الطائرة، قال وزير الطيران المصري إن احتمال العمل الإرهابي قد يكون الأرجح. وردا على سؤال حول ما إذا كان يرجح فرضية العمل الإرهابي، قال فتحي "لا أريد أن اقفز إلى نتائج (ولكن) إذا أردنا تحليل الموقف فإن هذه الفرضية (العمل الإرهابي) قد تبدو الاحتمال الأرجح أو الاحتمال المرجح"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الموقف الرسمي للدولة المصرية يظل عدم استبعاد وعدم تأكيد اي فرضية. وعزا الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تأخر السلطات المصرية في كشف أسباب الحوادث، لثلاث عناصر، موضحًا أن امتلاك الدول الغربية وسائل وأجهزة على كفاءة عالية سهلت عليهم معرفة الأسباب، في المقابل سوء الأدوات وضعفها والأجهزة المتهرئة التي تملكها مصر، صعبت على السلطات المصرية معرفة الأسباب. وتابع: "عدم امتلاك مصر للأدلة والمعلومات الكافية أدى بها لصناعة الأكاذيب وتلفيق القضايا لأي شخصية في محاولة، لمنافسة الدول الغربية والتأكيد أن المسئولين في مصر على دراية بما يحدث". واستطرد: "كما أن الدول الغربية تملك من المكاشفة وإتاحة قدر كاف من المعلومات للإعلام ساعد في وصولها بسرعة الكافية، بخلاف الحكومة المصرية التي لا تملك المكاشفة واعتبار أنه سر عسكري لا يجوز البوح به، رغم أن بات منتشرا في أنحاء العالم، مؤكدا أن مصر تدار بعقلية مضت من 200 ل 300 عام". وقال الدكتور يسرى العزباوي، رئيس برنامج النظام السياسي بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، إنه ضد إصدار نتائج مبكرة قبل الانتهاء من التحقيقات. وأكد العزباوي، "أن مصر لا توجد لديها بيانات أو معلومات رسمية لديها لتعلن عنها, ولكنها تحاول الوصول لأي من المعلومات خلال غرفه عمليات مشتركه حيث تصدر بيانات صحيحة حيث تواجد في الفترة السابقة عدد من البيانات المتضاربة أدت إلى وجود حاله من التشوه في المعلومات". وأضاف أن "نتيجة تأخر في إصدار هذه النتائج سببها تخلف جهات التحقيق في أي حادث يخص مصر لإصدار بيانات صحيحة ولكن حاليًا لاتوجد مصداقية في معلومات هذه الجهة".