قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, التي أبدى فيها استعداده لبذل كل جهد مستطاع من أجل التقدم في تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل, كانت استثنائية، وهي على الأرجح غير بعيدة عن الأزمة المحتدمة داخل مصر, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في مقال لها في 18 مايو أن النظام المصري يبدو أن يخشى أمورا داخلية, وأيضا تطورات إقليمية, ولذا بادر بالتودد لإسرائيل في هذا التوقيت, على حد زعمها. وتابعت " النظام المصري يخشى في ظل احتدام الأزمة الداخلية في بلاده, أن يكون هذا الصيف أشد حرا من السنوات السابقة, وأن تتطور الأمور إلى الأسوأ, ولذا بادر إلى الحديث عن السلام مجددا, على أمل تحقيق إنجازات قد تساعد في تهدئة الجماهير الغاضبة". واستطردت الصحيفة " هناك أيضا مخاوف مصرية من احتمال اشتعال الأوضاع في الضفة وغزة في الفترة المقبلة, واحتمال أن ينتقل هذا التصعيد إلى سيناء". وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال خلال خلال افتتاحه عددا من المشاريع التنموية بمحافظة أسيوط في 17 مايو :"إن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيجعل السلام القائم بين مصر وإسرائيل أكثر دفئا"، وأبدى استعداد بلاده لتقديم ضمانات لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بتحقيق الأمان والاستقرار. وأضاف أن هناك العديد من المبادرات العربية والدولية لإيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينية، ومصر تلعب دورًا رياديًا في تلك المبادرات، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية ستكون أكثر استقرارًا وسلامًا بحل الأزمة الفلسطينية. وتابع " لو استطعنا معا بإرادة وإخلاص حقيقي حل هذه المسألة وايجاد أمل للفلسطينيين وأمان للاسرائيليين ستكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل بل قد تزيد على ما تم انجازه في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل". واستطرد الرئيس المصري "أقول للإسرائيليين وهم يسمعوني وأرجو أن تسمح القيادة الإسرائيلية بإذاعة خطابي هذا في إسرائيل مرة ومرتين: هناك فرصة حقيقية رغم عدم وجود مبررات من وجهة نظر كثيرين لتحقيق سلام في ظل الظروف الصعبة, التي تمر بها المنطقة". وأضاف " لو تحقق السلام فى المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط الملتهب للأفضل, حل القضية الفلسطينية وإقامة دولتها السبيل الوحيد لتحقيق سلام أكثر دفئاً بين مصر وإسرائيل". وتابع الرئيس المصري " هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام في ظل وجود عدة مبادرات إقليمية ودولية، أهمها مبادرة السلام العربية والمبادرة الفرنسية للسلام". ووجه الرئيس المصري دعوة إلى الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم في ظل الخلافات القائمة بين حركتي فتح، وحماس, كما طالب القيادة والأحزاب في إسرائيل بالاتفاق على إيجاد حل للأزمة , مضيفا أن المقابل سيكون كل ما هو جيد وعظيم للأجيال الحالية والأحفاد القادمة. واستطرد الرئيس المصري, مخاطبا الإسرائيليين "حال إقامة دولة فلسطينية, فسوف تكون أمن وأمان وسلام واستقرار للجانبين, وسيدخل العرب مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات التي لن يصدقها أحد، والتي سنرى فيها العجب".