خصص الرئيس عبدالفتاح السيسي النصيب الأكبر من خطابه أثناء افتتاحه، اليوم، عددًا من المشروعات في أسيوط، عن السلام مع إسرائيل، بعد أن دعا الأخيرة إلى سرعة التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين قال إن من شأنها أن تجعل السلام مع مصر أكثر دفئًا عن الوقت الحالي. وحلل محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي، كلمة السيسي على النحو التالي: السيسي: الإسرائيليون يحتفلون بعيد الاستقلال قال سيف الدولة، إن "المفهوم الصهيوني للاستقلال هو أنه استقلال عن الاستعمار العربي لفلسطين، حققته الحركة الصهيونية بصفتها حركة تحرر وطني". وأضاف أن "ترديد السيسي لهذا المعنى، أيًا كان سياق الكلام، يكشف عن جهلٍ بخطورة هذا المفهوم العنصري الباطل، على كل المنطقة وعلينا في مصر، فوفقًا له، فنحن أيضًا في مصر نمثل استعمارًا عربيًا لها، ووجودًا غير مشروع على أرضها، سينتهي في يوم ما على أيدي أصحاب الأرض الأصليين". السيسي: بيننا وبين إسرائيل اليوم ثقة واطمئنان غير مسبوق سخر سيف الدولة من هذه الجملة، قائلاً: "بالفعل غير مسبوق، حتى في ظل مبارك الذي وصفوه يومًا بأنه كنزهم الإستراتيجي في مصر"، معتبرًا أن هذه "شهادة تدين الرئيس ولا تزكيه، وهى للأسف شهادة حقيقية؛ فإن العلاقات المصرية الإسرائيلية اليوم في عصرها الذهبي". وتابع: "هناك تحالف وتنسيق أمني غير مسبوق بين الطرفين، وصل إلى حد إخلاء الحدود الدولية لإقامة المنطقة العازلة التي كانت إسرائيل تطالب بها دائمًا، وكانت مصر ترفضها حتى في عصر مبارك". واستدرك: "إسرائيل قامت بالضغط على الكونجرس والإدارة الأمريكية لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر في سابقة تاريخية، بعد أن كانت دائمًا تسعى إلى قطعها أو تقييدها بترسانة من الشروط، والمطالب". واستطرد، واصفًا العلاقات بين مصر وإسرائيل في الوقت الراهن بأنها "في العصر الذهبي الذي قال عنه نتنياهو إن هناك تحالفًا استراتيجيًا بين إسرائيل وبين دول عربية كبرى في مواجهة المخاطر المشتركة". السيسي: قواتنا اليوم في المنطقتين (ب) و(ج) كبيرة بفضل الثقة والاطمئنان المتبادل بيننا وبين إسرائيل قال سيف الدولة: "هذا صحيح ولكن لا يزال دخولها وعددها وعتادها وتسليحها وطبيعة مهماتها وأماكن انتشارها وتوقيت انسحابها يتم بإذن إسرائيل ووفقًا لحسابات أمنها، وليس وفقًا لضرورات الأمن القومي المصري ولا بإرادتها المنفردة المستقلة". السيسي: كان السلام المصري الإسرائيلي منذ 40 سنة نقلة عظيمة وصفحة مضيئة في المنطقة أبدى سيف الدولة استياءه من هذه المقولة، قائلاً: "بل كان سلامًا بالإكراه، أخذنا سيناء منقوصة السيادة، وأخذ الأمريكان مصر كلها، ولأول مرة في التاريخ تعترف أكبر دولة عربية بشرعية وجود إسرائيل على أرض فلسطين، التي تحولت بعد انسحاب مصر من الصراع العربي الصهيوني، إلى القوة الإقليمية العظمى في المنطقة". السيسي يناشد القادة الإسرائيليين والأحزاب الإسرائيلية من أجل السلام قال الباحث والمتخصص في الشأن القومي والعربي: "أتعجب من مثل هذه المناشدات التي يكررها هو وغيره في السلطة الفلسطينية والحكام العرب كثيرًا! فهى تعكس جهلًا أو تجاهلاً كبيرًا بطبيعة الصهيونية والفكر الصهيوني والمشروع الصهيوني وخريطة الأحزاب والقوى الصهيونية، والتي من الغريب أن تغيب عن شخص مثله". وتابع: "الذين تناشدهم يستهدفون ويغتصبون مزيدًا من الأرض كل يوم، بما في ذلك التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، ويقومون بتصفية وقتل واستهداف الشعب الفلسطيني كل لحظة". السيسي: لابد من حل الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين علق سيف الدولة قائلاً: "اسمه احتلال وليس أزمة!، وبالمناسبة في فلسطين اليوم انتفاضة فلسطينية مباركة، هى الثالثة من نوعها في ثلاثين عامًا، لم تشر إليها بحرف واحد". السيسي يشير إلى المبادرة الفرنسية والمبادرة العربية للسلام فيما فسّر سيف الدولة الأمر بقوله: "إن السيسي يحرص دائمًا على تقديم نفسه للمجتمع الدولي بأنه الراعي المصري والعربي الأول للسلام مع إسرائيل، يكررها كثيرًا في خطبه وتصريحاته إلى وسائل الإعلام الغربية، وكان أبرزها دعوته الشهيرة للعرب منذ شهور قليلة بتوسيع السلام مع إسرائيل لمواجهة المخاطر المشتركة، ولاحظ التوافق الظاهر بين هذا الكلام وبين تصريحات نتنياهو المتكررة". السيسي: على استعداد أن نعطى إسرائيل كل الضمانات من أجل أمنها لو أعطت الفلسطينيين دولة وصف سيف الدولة تصريحات ب "الخطأ الجسيم، الذي يتمثل في القبول والاعتراف بالذرائع الإسرائيلية التي تبرر بها استمرارها في احتلال ما تبقى من أرض فلسطين، وأن من حقها أن تدافع عن وجودها وأمنها، أنها نظرية الأمن الإسرائيلية الشهيرة والباطلة التي قامت تحت مظلتها باحتلال أراضى أربع دول عربية عام 1967، وإلى تجريد أي أرض عربية تنسحب منها من القوات والسلاح، وهى ذات الذرائع والتي يرددها القادة الإسرائيليون ليلاً ونهارًا لتبرير رفضهم للانسحاب من الضفة الغربية، ناهيك على ما يحتويه من قبول ضمني لمطالب إسرائيل بكيان فلسطيني منزوع السلاح كشرط وحيد في حالة الانسحاب من بعض الأراضي". السيسي: هناك فرصة كبيرة اليوم للسلام إذا اغتنمناها سنرى العجب قال سيف الدولة: "الحقيقة أننا لا نرى أي فرصة، إلا إذا كان يلمح إلى ما يتردد عن تطبيع سعودي إسرائيلي بوساطة مصرية ورعاية أمريكية، عبر بوابة تيران وصنافير وترتيبات كامب_ديفيد الأمنية، وعلى الأغلب أن هذه النقطة تحديدًا كانت هى مربط الفرس فى خطابه اليوم".