«أنا لا أكذب ولكني أتجمل».. هذا هو لسان حال مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، بعد اتخاذه موقفًا معاديًا لقرارات الجمعية العمومية، يوم الأربعاء الماضي، وتبنيه الهجوم على مجلس النقابة وعلى رأسهم النقيب يحيى قلاش، بسبب ما وصفه بتستره على متهمين مطلوبين للعدالة. «مكرم محمد أحمد» الصحفي صاحب الباع الطويل في مهنة «البحث عن المتاعب»، أنكر واقعة معروفة وملموسة لدى معظم الصحفيين بسماحه عندما كان نقيبًا للصحفيين، بأن يعتصم عبدالجليل الشرنوبي رئيس موقع « إسلام أون لاين» عام 2008، داخل النقابة لمدة شهر ونصف، على الرغم من صدور أمر ضبط وإحضار له من النيابة العامة واقتحام منزله. نقيب الصحفيين الأسبق الذي قاد مؤتمر ما يسمى ب«جبهة تصحيح المسار» اليوم بمقر جريدة الأهرام، لرفض قرارات الجمعية العمومية للصحفيين وطالب 5 من أعضاء المجلس بتقديم استقالتهم، قام بحماية أحد أعضاء الإخوان داخل النقابة لمدة شهر ونصف رغم صدور قرار بضبطه وإحضاره. وكان «الشرنوبي» يشغل رئيس تحرير موقع " إسلام أون لاين" وعلم من زوجته بمداهمة قوات الأمن في عهد حبيب العادلى منزله، فلجأ للنقابة واعتصم بها نحو شهر ونصف، وليس عدة أيام، وبعدها ذهب معه وفد من أعضاء المجلس والمستشار القانوني للنقابة إلى النيابة والتي كانت وجهت له تهمة مسئول تنظيم وليس قضية نشر، وتم الإفراج عنه على الفور بكفالة ألف جنيه. ومما يؤكد ذلك على الرغم من تحدى مكرم محمد أحمد أي أحد بأن يثبت ذلك خلال حواره مع الإعلامي أحمد موسى أول أمس، يثبت أرشيف موقع "المصري اليوم" الواقعة وتصريح نقيب الصحفيين الأسبق فيها. حيث جاء نص الخبر المنشور بتاريخ 22-3-2008: «داهمت أجهزة الأمن، أمس، منزل عبدالجليل الشرنوبي، رئيس تحرير موقع «إسلام أون لاين»، لتنفيذ أمر ضبطه وإحضاره علي خلفية انتخابات المجالس المحلية، التي تشارك فيها جماعة الإخوان المسلمين وذلك بعد يوم واحد من إنهاء اعتصامه داخل نقابة الصحفيين التي لجأ إليها للحيلولة دون القبض عليه، وقال الشرنوبي ل«المصري اليوم»: «السلطات الأمنية ذهبت لمنزلي للقبض على رغم تعهد قياداتها لصلاح عبدالمقصود بعدم طلبي وإعادة أرشيف الصحفي الذي استولت عليه أثناء عملية المداهمة الأولى»، مشيرًا إلى أنه عاود اعتصامه من داخل النقابة بناء على نصيحة صلاح عبدالمقصود عضو المجلس لحين حل الأزمة مع أجهزة الأمن. كان مكتب الإرشاد قد كلف عبدالمقصود الأيام الماضية بالاتصال بأجهزة الأمن، من أجل التدخل لإنهاء اعتصام الشرنوبي. من جانبه، قال مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين: «لم أتخل عن أحد، وأنا ملتزم بالدفاع عن أي صحفي بصرف النظر عن انتمائه طالما كانت قضية رأي». الجدير بالذكر أن قوات الأمن داهمت منزلي الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا، بناءً على أمر وضبط وإحضار من النيابة العامة بتهمة إبداء رأيهما الرافض لما وصفاه بتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، والدعوة للتظاهر رافضًا لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ثم قاما بالاعتصام لمدة يومين بالنقابة لحمايتهما وتقديم بلاغ للنائب العام ضد وزارة الداخلية بتهمة اقتحام منزلهما وترويع أهلهما وتكسير محتويات المنزل، وهو ما استدعى قوات الأمة لاقتحام النقابة والقبض على الزميلين.