السيسى يحصن نظامه من "أهل الشر" .. "مرسى" يحذر من الحمامة والثعبان والسوس والعقرب "مبارك" شوية عيال خليهم يتسلوا .. أعضاء الإرهاب وتجار الدين فى خطابات عبدالناصر.. والسادات يحارب الرزالة خبراء: "أهل الشر" عند الرؤساء فئة مجهولة صعب تحديدها
كلمة السر فى خطابات الرؤساء، ربما هى لغز دائر حتى الآن، لم يستطع أحد الكشف عن هوية صاحبه، استخدمها الرئيس فى وصف معارضيه وترك العنان لخيال شعبه لمعرفة من هو العدو الخفى، الذى يختبئ وراء كلمات الرئيس فى خطاباته، أوقات وصفوه الرؤساء بأهل الشر وأحيانا أخرى السوس والثعابين ومنهم من استصغر وقلل من شأن معارضيه وقال عنهم شوية عيال، إلا أن هذه الفزاعة التى أخافت بعض الرؤساء كانت من حكمت عليه بالرحيل وكتبت كلمة النهاية لعهده . "أهل الشر".. ذكرها السيسى 14 مرة فى خطاباته "أهل الشر" ربما هى الكلمة الأكثر تداولاً بين خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة، حيث يشير إليها فى كل لقاءاته دون التطرق إلى طبيعة أهل الشر ومن هم بالتحديد. وكان آخر ذكر لأهل الشر على لسان الرئيس السيسى، أثناء إلقاء خطابه للشعب المصرى بمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء، فيما سبق ذلك بيوم واحد حديث للرئيس عن أهل الشر أثناء كلمته بدار القضاء العالى فى ذكرى الاحتفال بعيد القضاء، وسبق هذا الخطاب بأسبوعين حديث آخر عنهم خلال لقائه بعدد من ممثلى المجتمع بقصر الاتحادية.. "المصريون" رصدت أبرز هذه الوقائع: الرئيس يحصن العاهل السعودى من "أهل الشر" ظهرت كلمة "أهل الشر" لأول مرة فى أول حوار تليفزيونى للرئيس عبد الفتاح السيسى، عقب إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية فى مايو 2014 وذلك أثناء تقديمه الشكر للعاهل السعودى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، داعيًا الله أن يحفظ المملكة من "أهل الشر". المرة الثانية، كانت أواخر عام 2014 حيث حذر الرئيس المصريين من "أهل الشر" الذين لا يريدون للمصريين أن يروا التعمير والإصلاح والبناء، على حد وصفه. الرئيس يخفى مشروعاته التنموية خوفًا من "أهل الشر" المرة الثالثة، فى مايو عام 2015، وذلك أثناء كلمته خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة حيث تحدث عن بعض التفصيلات الخاصة بالميزانية وحجم الإنفاق على المشاريع القومية، قائلاً: "أنا مش عايز أقول كل حاجة بالتفصيل وبقول الأرقام بشكل سريع علشان أهل الشر الموجودين بنشاور لهم على الخير يخلوه شر". الرئيس يتهم "أهل الشر" باغتيال النائب العام عقب حادث اغتيال النائب العام هشام بركات, جاءت المرة الرابعة التى تحدث الرئيس فيها عن أهل الشر خلال كلمته عمن قاموا باغتيال النائب العام السابق، دون أن يوجه أصابع الاتهام إلى أشخاص بعينهم. السيسى يتصدى لأهل الشر بزيه العسكرى فى أغسطس 2015، المرة الخامسة التى يشير فيها الرئيس لأهل الشر عندما ارتدى فيها الرئيس الزى العسكرى خلال افتتاح تفريعة قناة السويس، وكرر كلمة أهل الشر خلال الافتتاح مرتين فى فقرة واحدة من خطابه، عندما قال "بفضل الله تصدينا للإرهابيين لتقديم الصورة الحقيقية للإسلام السمح وليس القتل والتدمير للإنسانية فى مواجهة أهل الشر الذين يحاولون إيذاء مصر والمصريين وعرقلة مسيرتها، وسنظل نحارب الإرهاب وهذه القوى من أهل الشر للانتصار عليها". "أهل الشر" هم من يترصدون للرئيس وكانت المرة السادسة، فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، حيث أكد السيسى أنه لن يبيع الوهم للمصريين أو يكذب عليهم كما يردد أو يروج البعض، لافتًا إلى أنه كان لا يريد أن يتحدث فى تلك الأمور أمام الرأى العام لأن "أهل الشر" موجودون ويترصدون لنا لإفساد ما نقوم به. مضيفًا: "فى حاجات المفروض ما أقولهاش هنا، لأن أهل الشر شر يعني". "أهل الشر" وراء أزمة الطائرة الروسية جاءت المرة السابعة، فى أواخر أكتوبر عام 2015 عقب حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، حيث زار السيسى مطار شرم الشيخ فى التاسع والعشرين من نوفمبر, قائلاً: إن الهدف من الزيارة هو طمأنة الناس داخل وخارج مصر، قائلًا "إن أهل الشر بيحاولوا يعرقلوا كل النجاح اللى مصر حاولت تعمله". الرئيس يرفض الحديث عن مشروعاته خوفًا من حسد "أهل الشر" فى 29 نوفمبر الماضي, حيث كرر الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة "أهل الشر" فى احتفالية إطلاق مشروع تنمية شرق بورسعيد قائلًا: "أنا حريص أزرع الأمل فى نفوس الناس، وهنزرع الأمل بكل ما أوتينا من قوة وإرادة"، متابعًا: "خلصنا المرحلة الأولى من الشبكة القومية للطرق، التى ستساهم فى ربط المناطق الصناعية والمطارات، وفى مشاريع وكلام كتير مرضاش قوله عشان أهل الشر". المرة التاسعة، افتتح الرئيس عام 2016 بكلمة "أهل الشر " خلال احتفالية إطلاق الموقع الإلكترونى لمشروع "بنك المعرفة"، عندما وجه السيسى التحية إلى "شبابنا الأبطال من القوات المسلحة والشرطة المدنية, يضربون أروع الأمثلة فى التضحية والفداء لحماية الوطن ومقدساته من أهل الشر الذين أرادوا أن يزرعوا الفوضى والعنف فى أرضنا الطيبة". "أهل الشر" يسخرون من "صبح على مصر بجنيه" فى خطابه الذى أثار موجة واسعة من السخرية على مواقع التواصل، بسبب كلمات مثل "صبح على مصر بجنيه" و"أنتم مين" وقال حينها إن هناك مصنعين لإنتاج الغاز لن يصرح بمكانهما "حتى نتجنب أهل الشر وحتى لا يضرنا أحد". مداخلة تليفزيونية مع الإعلامى "عمرو أديب" حتى المداخلات التليفونية للرئيس لم تخل من كلمة "أهل الشر"، حيث قال الرئيس "انتو متعرفوش قوة الجيش المصري، والله وبسم الله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، لسه إحنا ساكتين ومستنيين وبنستعد لأهل الشر، وكنا عاملين توسعة للطريق من العريش لغاية الشيخ زويد، والتى تصل بالحدود مع قطاع غزة، وكل المقاولين تعرضوا لمحاولات عرقلة". ولم يكن الأمر مقصورًا على الرئيس عبد الفتاح السيسى فلكل رئيس كلمة وصف بها معارضيه وكانت هاجسًا يؤرق عهده وتكررت فى خطاباتهم.. وترصد "المصريون" أبرز الكلمات التى وصف بها الرؤساء معارضيهم "مرسى" يحذر من "الحمامة والثعبان والسوس والعقرب" أبرز الكلمات التى وصف بها الرئيس السابق محمد مرسى معارضيه، حيث كثيرًا ما حذر منهم وكانت أشهر هذه الكلمات وصفه لمعارضيه بالشياطين فى جملة كانت الأشهر فى تاريخه حيث كان يردد "جراب الحاوى مليان.. بيمد أيده مرة يطلع حمامة ومرة يطلع تعبان" وكانت أشهر المواقف التى ردد فيها الرئيس السابق هذه العبارة فى لقائه مع أبناء الجالية المصرية بالدوحة قائلاً عن معارضيه" أى أصبع يتدخل فى شئون مصر سأقطعه". وأشار إلى وجود أعداء من خارج مصر و"شياطين" فى الداخل يعبثون بها بسوء نية ربما لتحقيق منفعة خاصة، وأضاف محذراً: "علينا ألا نتراخى لأن جراب الحاوى مليان، بيمد إيده مرة يطلع حمامة ومرة يطلع تعبان". ويواصل الرئيس الأسبق محمد مرسي، الاستعانة بالأمثلة فيقول: "لو مات القرد القرداتى يشتغل إيه؟"، "العقرب ولدغته التى تؤدى إلى الموت"، فى خطاب المكاشفة الذى توجه به، للشعب المصري، بعد عام من توليه الحكم، قال الرئيس "إن مصر أكبر من أن يلدغها عقرب فتموت، متسائلاً: كيف يمكن الإنجاز فى هذا المناخ بقطع الطرق؟". "السوس"، هى من الحشرات، كان لها نصيب من خطاب المكاشفة من الرئيس مرسي، فعند الحديث عن عمليات العنف التى تهدد الوطن، ودور وزارة الداخلية فى القضاء على ذلك، فقال "انتقاء السوس من الجسد العظيم أمر ليس بالسهل، ويحتاج لعملية جراحية آن الآوان لإجرائها". مبارك .. شوية عيال خليهم يتسلوا مبارك لم يشهد عهده كثيرًا من المعارضين، حيث ظل على مدار 30 عامًا وهو محكم قبضته على الشعب والشباب ولم يجرؤ أحد على انتقاده لذا لم يذكر له مواجهات كثيرة مع معارضيه فكانت السجون مليئة بالشباب الذين يتعرضون لشتى أنواع التعذيب ما جعل المعارضة شبحًا يهدد حياة المعارضين . وسبق انتهاء فترة حكمة بوقت قليل صحوة من الشباب والمعارضين، ظهرت بوادرها عند نية معارضيه فى عمل برلمان مواز، حيث عقب إعلان نتيجة انتخابات مجلس الشعب وقتها والتى كانت هذه المرة مائة بالمائة، كل المقاعد ذهبت للحزب الوطنى الحاكم حزب الرئيس مبارك، قيام المعارضين بعمل برلمان مواز .. ويوجه أيمن نور سؤاله للرئيس قائلاً: ماذا عن المجلس الموازى الذى شرع المعارضون فى القيام به.. فكان رد فعل الرئيس أنه قال: "خليهم يتسلوا". "خليهم يتسلوا" ربما كانت هذه الكلمة هى التى أنهت تاريخ هذا الرجل الذى استهان بمعارضيه، "شوية عيال" كلمة كانت هى الأخرى سبب فى انهيار "مبارك "وذلك حينما جاء التقرير الذى وصل إليه قبل الثلاثاء 25 يناير من اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية السابق يقلل من قيمة المظاهرة وقدرتها وأنهم مجرد شوية عيال يمكن احتواؤهم.. الموقف تحت السيطرة.. ولن توجد ثمة مشكلة "ليوافق الرئيس على أنهم "شوية عيال ". لم يكن مبارك وحده هو من يرى من معارضيه من الشباب شوية عيال، وإنما كان هذا حال كل رجاله ومن أبرز هؤلاء علاء مبارك والذى قال لأحمد عز "شوية عيال فى الفيسبوك هزمونى وهزموك". أعضاء الإرهاب وتجار الدين تتصدر خطابات عبد الناصر "أعضاء الإرهاب، التكفيريين، المضللين، تجار الدين" كانت أبرز الكلمات التى رددها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عند الحديث عن معارضيه من جماعة الإخوان المسلمين، خاصة فى الخطاب الأشهر والذى خصصه للحديث عن معارضيه والذى قال عنهم "إنهم يجدوا من نفسهم أوصياء الثورة وتعمدوا التضليل والتجارة بالدين حاولوا الاستيلاء على السلطة فى صفقه مع سفارة بريطانيا وتفاوضوا معهم" . كاريزما عبد الناصر وخطاباته الرنانة المؤثرة كانت كفيلة بأن يلقى حب الكثيرين، لم يواجه إلا بمعارضة جماعة الإخوان المسلمين الذى عرف بعدائه الشديد لهم وعانوا فى عهده من ويلات الاعتقال والتعذيب، عبر عبد الناصر على أنهم لم يمثلوا المصريين والدليل موقفهم فى حرب القنال الذى رأوا أن المصلحة تكون بالحرب فى بلد آخر، وذكر عنهم أنهم حاولوا إرجاع البلد لعهد الحاكم بأمر الله بعد طلب فرض الحجاب فى مصر . "السادات" يحارب المثقفين ويطلق عليهم "الرزالة" أكثر الفئات التى عارضت الرئيس الراحل أنور السادات كانت من المثقفين، والذى اتسم تعامل السادات مع كل من هذه الطوائف بمزيج من العنف والخبث والدهاء، كما استخدم فى تصريحاته الرسمية عن المثقفين كثيراً من التعبيرات غير اللائقة التى لم يستخدم مثلها قط لا عبدالناصر ولا مبارك، فوصف واحداً من أكبر أدبائنا بالشيخ المخرف، وقال إنه رمى واحداً منهم فى السجن، ووصف المثقفين المعارضين عموماً ب"الرزالة" وهددهم جميعاً بأن ديمقراطيته "ذات أنياب" وأنه سوف "يفرمهم". وكان من الممكن أن يستمر نظام السادات دون أن يخشى خطراً من بقية المثقفين، لولا ما اعتراه من خوف عندما شعر فى صيف 1981 ببدء تنكر الولاياتالمتحدة له، بعد زيارة له لأمريكا، فاستشعر الخطر من أن تنقلب عليه الإدارة الأمريكية، فعاد من أمريكا لتنفيذ عملية اعتقالات واسعة لا أظن أن المثقفين المصريين عرفوا مثيلاً لها من حيث شمولها لليسارى واليمينى، المسلم والقبطى، الرجل والمرأة. سياسى: "أهل الشر "عند الرؤساء يصعب تحديدهم قال مختار غباشي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، استخدام الرؤساء للفظ معين لوصف معارضيه نابع من قناعة القيادة السياسية بصفة معينه لمعارضيه، منوهًا إلى عدم القدرة على تخمين الفئة التى يقصدها الرئيس بهذه الكلمات لأن الأمر يرجع لما يكمن من قناعات عند الرئيس وهل دائمًا ما تخص هذه الصفات فئة معينة أم تخص كل معارضى الرؤساء. وأشار غباشي، فى تصريحات ل"المصريون"، أن الغريب فى الأمر رغم أنه من الواضع فى خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسى أن أهل الشر هم جماعة الإخوان المسلمين إلا أنه لم يطلق لفظ إرهابيين وإنما يستخدم أهل الشر للإشارة لهم وهو ما يعد أمرًا غير مفهوم مقصده، وهل هذا يعنى أنه لم يقصد الإخوان فحسب أم لأنهم فئة مجهولة يصعب تحديدها.