يشهد قطاع غزة حالة من الغليان والتوتر المستمر، في ظلِّ اشتداد الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، والتردي الكبير للأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وعدم وجود أفق لحل قريب يُنفِس عن السكان. وتوالت التصريحات المحذرة من انفجار الأوضاع في القطاع المحاصر منذ عشرة أعوام. وحذرت "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" في تصريح صحفي، إسرائيل من استمرار الحصار على قطاع غزة، مضيفةً أنه "لم يعد هنالك ما يمنعنا من اتخاذ القرار، رفع الحصار عن غزة أو الانفجار". ويصف الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، تصريحات حركة "حماس" و"كتائب القسام" بأنها مفاجئة، وتحمل أكثر من رسالة، منها ما يتعلق بطبيعة الاختناق الحاصل في القطاع، كذلك ما يختص بملف المفاوضات التركية الإسرائيلية. وأوضح عطا الله في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن "هذا العام هو الأصعب على قطاع غزة، خاصة مع إعلان الأممالمتحدة عن وقف عملية الإعمار، بسبب عدم إدخال الإسمنت إلى قطاع غزة من الجانب الإسرائيلي، لذا تزايد الحصار أدى إلى الاختناق، وكان من الطبيعي أن يهدد القسام في ظل انعدام الخيارات". وأضاف، "من الممكن أن يكون هذا التصريح له ارتباط في المفاوضات الإسرائيلية التركية، وقد يكون مقدمة لتسهيل الأوضاع في قطاع غزة، أو يفهم في إطار استدعاء أوراق الضغط لدى المفاوض التركي على الطاولة من أجل تقديم إسرائيل للتنازلات". واعتبر عطا الله، أن ورقة المفاوضات الإسرائيلية التركية هي الورقة الأخيرة، منوهاً إلى أن "الانفجار سيكون على شكل صدام مسلح مع إسرائيل في حال فشلت المفاوضات التركية في رفع الحصار أو تخفيفه عن القطاع". وتشهد المفاوضات التركية الإسرائيلية تسارعاً واضحاً في الآونة الأخيرة، ويشكل رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، أحد أهم شروطها إن لم تتخلى تركيا عن غزة في اللحظات الأخيرة، وهو ما سرب خلال الفترة الأخيرة. المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف، قال ل"سبوتنيك"، إن "الحديث طال في الآونة الأخيرة عن الانفجار في قطاع غزة في حال استمر الحصار الإسرائيلي، لافتاً إلى أن تصريح "القسام" جاء ليؤكد الشعور العام لدى كافة الفلسطينيين في قطاع غزة. وأشار الصواف إلى أنه "في حال لم يتم رفع الحصار عن القطاع، فلا خيار للسكان سوى الانفجار في وجه من يحاصرهم"، مضيفاً "لا أحد يستطيع أن يتوقع شكل الانفجار، فقد يكون مواجهة مسلحة، أو مشاركة مدنية في التوجه إلى حدود قطاع غزة مع إسرائيل، فلم يعد هنالك خيارات لهم". ويعاني قطاع غزة الذي يسكنه ما يقارب 2 مليون نسمة، من حصار إسرائيلي خانق، أدى إلى تدهور الوضع الإنساني وانعدام الفرص، وخلق حالة من الضغط الكبير لدى سكان القطاع.