بالتفاصيل.. ملامح المعارضة للنظام خلال الفترة المقبلة سياسيون: غضب الشارع من السيسي سيساهم فى تكوين جبهة معارضة قوية محللون: النظام فى خطر لو توحدت فصائل التيار المدنى والإسلامي ضده
تصاعدت حدة الأزمات، التى تهدد وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد قرابة عامين فى حكم مصر لم يستطع خلالها تنفيذ وعوده بتحقيق حياة كريمة مستقرة, مع تفجر العديد من القضايا الجديدة، التى أشعلت غضب الرأى العام بشكل غير مسبوق على رأسهم تنازله عن جزيرتى"تيران وصنافير" الواقعتين تحت السيادة المصرية منذ 1906 لصالح المملكة العربية السعودية وحصول مصر على مساعدات ومنح سعودية وامتيازات مقابل انتقال الملكية. وما ساعد على غضب المصريين، تدهور الوضع الاقتصادى بشكل غير مسبوق ضعفت خلاله العملة المحلية أمام الدولار بنحو كبير ومستمر وسط نقص العملة الخضراء من السوق المصرفي.
هذا بجانب قضية مقتل المواطن الإيطالى "ريجيني" والذى خلق رأيًا عامًا أوروبيًا مناهضًا لمصر، لا سيما بعد أن تدهورت حالة حقوق الإنسان منذ تولى النظام الحالى الحكم فى مصر. ومع تراجع شعبية النظام، الذى بات مخالفًا لنصوص الدستور غير مكترث بمجلس نوابه الذى صنعه عبر أجهزته, والذى ما كان له أن يعترض على أى قانون يقره نظام السيسي, بدأت جبهات المعارضة تستيقظ مع تراجع عدد من الشخصيات العامة عن تأييد السيسي.
وأكد الخبراء، أن توحد المصريين حول قضية الجزيرتين أعطى قبلة الحياة لتكوين معارضة قوية حقيقية تستطيع أن تعارض النظام بقوة بشرط ظهور شخصية قيادية محنكة يلتف حولها الجميع وانضمام فئات الشعب البسيطة والكيانات العمالية إلى صفوفها. وأن المعارضة الحالية وتصدرها المشهد السياسى ليس لها علاقة بتوقيت معين على القدر بأنها نتيجة مخلفات وتراكمات تواجه النظام السياسى، حيث أصبح النظام يقف فى جانب وجماعة الإخوان والفصائل المدنية فى جانب آخر. شعبية السيسى تراجعت بعد تنازله عن الجزيرتين لتدعم وجود معارضة قوية فى البداية قال زهدى الشامى نائب رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن تدهور الأوضاع الاقتصادية وفشل النظام فى تحقيق رغبات المصريين أفقدهم ثقتهم فى إمكانية استمراره, وزاد تنازله عن جزيرتى "تيران وصنافير" هذا الغضب ليحثهم على كسر حاجز الخوف والخروج إلى الشارع للوقوف ضد فقد جزء من الأراضى المصرية وسط تعتيم كامل من الحكومة وقمع لكل رأى معارض لها. وأوضح الشامى، أن هناك العديد من الكيانات الحزبية والسياسية التى كانت مؤيدة للرئيس السيسى فى البداية قمعوا بسبب رأيهم المعارض لتنازل مصر عن الجزيرتين, مما دفعهم للانضمام إلى الجبهة المعارضة مما سيدعم وجود معارضة قوية فى ظل تراجع شعبية السيسى بعد إقباله على أمر لم يكن يقبل عليه الرؤساء السابقين لمصر. فالأحزاب والشخصيات السياسية لا تبحث عن زعامات فى الوقت الحالى، الذى تقتطع فيه جزءا من الأراضى المصرية, وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهود السياسية بالتفاف الشخصيات السياسية وعلى رأسهم حمدين صباحى مع الأحزاب وأفراد الشعب للوقوف ضد فقدان الأرض التى تمثل قضية أساسية لدى المصريين". وأضاف نائب رئيس لحزب التحالف الشعبي, أنه من المحزن أن يتهم كل من يدافع عن وحدة الأراضى المصرية بالخيانة والعمالة وأن يدافع المسئولون عن تنازلهم عن الأرض كما لو أنهم مواطنون لدى دولة أخرى وإن كانت شقيقه, مؤكدًا أن هذه الأزمة سوف تظهر مواقف العديد من أفراد الشعب والتى سيترتب عليها ما سيحدث فى المستقبل. فهناك العديد من الأطراف والكيانات السياسية، التى وقعت على بيان لا لبيع مصر، ومن المنتظر أن تتزايد هذه الجهات فى ظل وعى الجميع بحقيقة ملكية مصر لهاتين الجزيرتين. غضب الشارع من السيسى مثل قبلة الحياة لتكوين جبهة معارضة قوية وفى سياق متصل أكد الدكتور سعيد صادق المحلل السياسى، أن خروج العديد من أفراد الشعب فى جمعة الأرض هى العرض، ومن بعدها ذكرى أعياد سيناء للتعبير عن غضبهم تجاه تنازل النظام عن جزيرتى "تيران وصنافير", كان بمثابة قبلة الحياة لتكوين معارضة قوية تستطيع أن تقف فى وجه النظام الحالى التى تحاوطه الأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية من كل جانب وعجزه عن وضع حلول حقيقية لها. وأضاف صادق، أن تحقيق معارضة حقيقية لن يكون بهذه الجموع الغاضبة فقط, ولكن يتطلب ظهور قيادة سياسية جديدة بخلاف الوجوه التى احترقت فى السابق ومن ضمنهم صباحى، الذى أظهرت مواقفه خذلان الشعب فى مواقف عدة, ومن ثم يجب توحد جهود المعارضة وتكاتفهم خلف شخصية واحدة, مع انضمام فئات الشعب البسيطة والكيانات العمالية إلى التظاهرات المعارضة. المعارضون الحاليون يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما يقدرون عليه فقط من جانبه قال المستشار حسنى السيد المحلل السياسى والمحامى بالنقض، إن المعارضة لن تنجح فى مساعيها بسبب أن الشعب أصبح واعيًا وقادرًا على أن يتجاوز تلك الأزمات دون تكرار سيناريوهات الأزمات العربية كما هو الحال فى ليبيا والعراق واليمن فضلا عن قلة المعارضة وحشودها بالمظاهرات فى مواجهة قوة النظام. فاحتشاد المئات لن يكون بالمؤثر على تجربة ما بعد 25 يناير و30 يونيو، حيث أصبح الشعب يعى أن مصلحته فى البناء والتنمية، وليس بالهدم لتكون المعارضة بالنهاية بشكلها الحالى لن تصل بخروجها عن السلمية إلى ما يعكر صفو المشهد السياسى فبناء عليه هناك ما سيثير القلق لأن المتصدرين فى المعارضة يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما يقدرون عليه فقط . المعارضة تشكل جرس الخطر ضد النظام وفى المقابل قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المعارضة بأشكالها وتياراتها وأهدافها المختلفة تشكل درس الخطر ضد النظام، خاصة فى حالة انضمام جماعة الإخوان المسلمين لها لتجتمع فصائل التيار المدنى والفصائل الإسلامية ضد اتجاه النظام، لافتًا إلى أن اللقاء لم يتم إلى الآن بين الفريقين فى الوقت الذى لن يحدث ذلك فى المستقبل القريب. وأوضح نافعة، أن المعارضة الحالية وتصدرها المشهد السياسى ليس لها علاقة بتوقيت معين على القدر بأنها نتيجة مخلفات وتراكمات تواجه النظام السياسى حيث أصبح النظام يقف فى جانب وجماعة الإخوان والفصائل المدنية فى جانب آخر. وأشار نافعة، إلى وجود طرف ثالث جديد غير مؤيد للنظام فى نفس الوقت الذى لا يتفق فيه مع جماعة الإخوان باحثًا عن تكوين تكتل لإنقاذ الديمقراطية ولإمكانية التحول الديمقراطى الذى أصبح عسيرًا فى تحقيقه. وأضاف نافعة، أن المعارضة بصفة عامة فشلت لأن جماعة الإخوان من ركبت ثورة 25 يناير ولم تؤمن بالديمقراطية، فى حين أن 30 يونيو اجتمعت فيها شبكة المصالح مع النظام القديم من فلول الرئيس المخلوع مبارك إبان ثورة 25 يناير. وأشار نافعة، إلى أن المعارضة المدنية التى أسهمت فى ثورة 25 يناير هى معارضة وحيدة الآن لا نستطيع أن نجدها فى جماعة الإخوان أو صفوف النظام الذى يحكم. فمن الممكن إعادة هيكلة التيار المدنى وجمع المعارضين لإمكانية تشكيل جبهة إنقاذ كما هو الحال مسبقًا أيام مواجهة حكم الإخوان، ولكن سيكون أمامها طريق ليس على المستقبل القريب. وتوقع نافعة، بأن توحد المعارضة سيأتى عقب استقلال الفصائل تدريجيًا وتنظيمها وابتعادها عن تأييد السيسى فيما بعد 30 يونيو لتواجه الفصائل الأخرى المؤيدة للسيسى من مؤسسة أمنية وشبكات مصالح من حوله.