قامت روسيا بقصف مستشفى ميدانيا ومبنى سكنيا ، مجاورا لحى السكرى ، بمدنية حلب شمال سوريا، وابادت نحو 30 مدنيا وانتشرت صور الضحايا وتسجيلات مصورة تبرهن على تجاوزات القصف الروسي بحق المدنيين، في وقت تعلن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أن سلاحها الجوي لم يوجه ولو ضربة واحدة لمواقع مدنية، أو أن تكون غاراتها أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين في سوريا، وفق ما قاله الفريق سيرغي رودسكوي، قائد إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية، بمؤتمر الأمن الدولي المنعقد بموسكو الأربعاء 27 أبريل/نيسان 2016. - وداعاً.. آخر طبيب أطفال واستهدفت الطائرات الروسية مستشفى القدس الميداني في حي السكري بعدة صواريخ فراغية؛ ما أدى إلى مقتل نحو 20 مدنياً بينهم عناصر من الطاقم الطبي، وإصابة العشرات بجروح. الغارات الجوية أسفرت عن خروج المستشفى من الخدمة، وعُرف من الضحايا طبيب الأطفال الوحيد في حلب "محمد وسيم معاز" الملقب ب"أبو عبد الرحمن"، وهو من العناصر الطبية للمستشفى. طفل يودع أخاه الطفل وفي مشهد مؤثر، ودع طفل سوري أخاه الذي قتل في قصف مستشفى السكري، موجهاً لأخيه عبارات الندب والحزن، ولبشار الأسد عبارات السخط والغضب وتتعرض مدينة حلب لهجمات جوية روسية سورية مكثفة منذ نحو أسبوع، وأكد نشطاء أن طائرات روسيا والنظام "تتعمد استهداف المناطق السكنية"، خاصةً بعد انسحاب المعارضة السورية من مفاوضات جنيف. - أسباب التصعيد الروسي مراقبون أشاروا إلى أن الغارات الروسية زادت مؤخراً في حلب بسبب تعليق وفد المعارضة مشاركته في مفاوضات جنيف، الأمر الذي أصاب الروس ونظام بشار بالتخبط والعشوائية في محاولة لتحقيق أي تفوق عسكري على الأرض، فاتجهت لضرب المدنيين وقصف المستشفيات المدنية. وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة تعليق مشاركتها في جولات جديدة من محادثات السلام بجنيف، مؤكدة أن القرار جاء بسبب عدم توقف الأعمال العدائية من قبل النظامين السوري والروسي، وعجز الأممالمتحدة عن إغاثة العديد من المناطق المحاصرة. ليست المرة الأولى وبرغم فجاعة القصف الروسي لمستشفى القدس بحلب، إلا أنه لم يكن القصف الأول من نوعه؛ فسبق أن قصف الطيران الروسي مستشفيات ميدانية شهد عليها المجتمع الدولي. ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت واشنطن أن غارات الطيران الروسي في سوريا أسفرت عن تدمير أحد المستشفيات. جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال: "لدينا معلومات تقودنا إلى الاعتقاد بأن طائرات عسكرية روسية أصابت مستشفى"، مضيفاً: "لدينا أيضاً معلومات أخرى تقودنا إلى الاعتقاد بأن الأهداف الروسية لا تستهدف تنظيم الدولة فحسب، إنما تؤدي إلى أضرار جانبية وإصابات في صفوف المدنيين".
وكان الطيران الروسي قصف، آنذاك، مستشفى ميدانياً في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً. كما اتهمت الجمعية السورية الأمريكية الطبية، التي تعمل في سوريا، الطائرات الروسية بشن تسع غارات على خمسة من المستشفيات والمراكز الطبية في مناطق تقع تحت سيطرة المقاومة؛ ما أسفر عن مقتل مدنيين وعاملين في المجال الطبي. وفي فبراير/شباط 2016، قصفت الطائرات الروسية ثلاثة مستشفيات؛ من بينها مستشفى لمنظمة أطباء بلا حدود؛ ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات بينهم أطفال ونساء. كما تعرضت مدينة إعزاز ل10 غارات جوية من الطيران الروسي؛ استهدفت إحداها محيط مستشفى التوليد والأطفال، وسط المدينة؛ ما تسبب في أضرار بالمبنى، وإيقاف العمل فيه. صحيفة "وول ستريت جورنال" نسبت إلى مسؤول دفاعي أمريكي بارز قوله إن القوات الروسية في سوريا زادت وتيرة عملياتها الجوية في الأيام الأخيرة. - واشنطن تمنع تسليح المعارضة ويتزامن مع قصف روسيا للمدنيين والمستشفيات الميدانية، استخدامُ واشنطن "الفيتو" لمنع تزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية من دول عربية ترغب في تسليحها، وفق ما ذكره معارضون سوريون لصحيفة الشرق الأوسط، الخميس. كذلك تستخدم واشنطن "الفيتو" لمنع حركة أحرار الشام من الانتقال إلى مناطق شمال حلب لمقاتلة تنظيم الدولة، برغم إرسال الحركة ألف مقاتل بطلب تركي، غير أن المشروع توقف فجأة بطلب أمريكي. مصدر معارض آخر أكد أن عمليات تسليح المعارضة وتذخيرها متوقفة بشكل شبه كامل من غرف العمليات في الجنوب والشمال بطلب أمريكي، تحت عنوان "إفساح المجال أمام المفاوضات" الجارية في جنيف. - "أوباما مسئول هلوكوست سوريا" أطلق معارضون سوريون وسماً بعنوان #أوباما_مسؤول_هلوكوست_سوريا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الأربعاء، في إشارة إلى الدور السلبي الذي تؤديه الولاياتالمتحدةالأمريكية في إدارة الملف السوري. واتهم الناشطون الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالتواطؤ مع رأس النظام السوري بشار الأسد وروسيا؛ ما أدى إلى انهيار الهدنة وعودة القصف العنيف لمناطق مختلفة من سوريا، على رأسها حلب. ووجد الوسم صدى وتفاعلاً كبيراً من النشطاء العرب إذ تضمن نحو 11 ألف تغريدة في الساعات الأولى من انطلاقه، حيث عبر نشطاء ومتضامنون عن غضبهم ورفضهم دور الإدارة الأمريكية السلبي في إدارة الملف السوري، الذي مكن الأسد وحلفاءه من قتل المدنيين وارتكاب المجازر المروعة. ويتعرض أكثر من نصف مليون مدني يعيشون في أحياء حلب إلى عمليات إبادة جماعية، من جراء قصف طيران نظام الأسد والطيران الروسي المكثف؛ بهدف إجبار المدنيين على النزوح من المدينة وتفريغها من سكانها الأصليين كمرحلة أولى، وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي والأممالمتحدة. شاهد الفيديو: