قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية, إن كثيرين يرون أن اتفاق التهدئة في سوريا, كان خدعة جديدة تهدف للتحضير لحملة روسية إيرانية لتشديد الخناق على مدينة حلب شمالي البلاد. وأضافت المجلة في مقال لها في 23 إبريل أن قوات إيرانية شوهدت جنوبي حلب، كما لم يسمح نظام بشار الأسد بمرور المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف المحاصرين في سوريا بشكل عام. وتابعت "روسيا قامت بتقليص وإعادة نشر قواتها في سوريا, ولكنها لم تنسحب من البلاد بشكل كامل، بينما لا تزال منظومة صواريخ اس 400 المتطورة في مكانها للدفاع عن قواعدها العسكرية، وكذلك من أجل منع أميركا ودول الجوار السوري من إقامة منطقة حظر طيران في سوريا, دون موافقة من موسكو". واستطردت المجلة " روسيا نشرت أيضا قوات خاصة في سوريا من أجل تحديد أهداف مستقبلية للضربات الجوية الروسية، كما قامت بتحريك طائرات مروحية إلى قواعد في شرقي مدينة حمص وسط البلاد". وأشارت إلى أن واشنطن بدأت تتحرك أيضا نحو الموقف الروسي، وأن هناك مؤشرات على التقارب بينهما فيما يتعلق بالأزمة السورية, موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بتسليم مسودة دستور إلى وزير الخارجية الأمريكي جون يري مبني على وثائق أعدها خبراء قانونيون مقربون من نظام بشار الأسد. وتابعت المجلة "مسودة الدستور هذه تتضمن بقاء الأسد في السلطة مع احتمال وجود ثلاثة نواب له". وكان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض حجاب دافع عن قرار وفد المعارضة تعليق مشاركته في محادثات السلام في جنيف، كما انتقد أداء مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا. وقال حجاب للصحفيين في غازي عنتاب أثناء زيارته مخيما للاجئين في 23 إبريل بصحبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو :"إنه "على مدى عامين تولى فيهما دي ميستورا منصب مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا تزايدت أعمال القتل أو تضاعفت، فضلا عن تزايد عدد القرى والمناطق المحاصرة". وأكد حجاب أن قرار تعليق المشاركة في جنيف جاء احتراما للدم السوري الذي أريق خلال عمليات القصف التي يشنها النظام وحلفاؤه، واحتراما للسوريين الذين قتلوا جوعا بسبب الحصار واحتراما للسوريين الذين قتلوا تحت وطأة التعذيب. وحسب "الجزيرة", يعكس انتقاد حجاب العلني للمبعوث الأممي دي ميستورا -الذي ينبغي النظر له باعتباره محايدا في محاولاته للتوصل إلى اتفاق سلام في سوريا- مدى التوتر وهشاشة عملية السلام. وتعهد دي ميستورا بمواصلة الجولة الحالية من المباحثات رغم مقاطعة المعارضة للقاءات الرسمية، مشيرا إلى أن اتفاق وقف الأعمال العدائية لا يزال فعالا، لكنه في خطر وبحاجة لدعم سريع وجهود قوية وسريعة لاستمراره. وأضاف أن الهيئة العليا للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف أعربت عن استيائها من عدم التقدم في الملف الإنساني وعدم الالتزام بالهدنة، لذا أعلنت تعليق مشاركتها الرسمية في المحادثات.