قالت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إنه منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى من السلطة ووصول الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى سدة الحكم، يتهم المواطنون بشكل شبه يومى الأجهزة الأمنية بارتكاب أعمال ضرب وعنف بحقهم، لكنهم يفلتون من العقاب. واستهلت الصحيفة تقريرًا لديها عن الواقعة بافتتاحية "لقي بائع متجول مصرعه بعد خلاف مع أحد الزبائن حول ثمن كوب شاي رأى أنه مبالغ فيه، والمتهم ليس سوى أمين شرطة" معلقة على حادث مقتل مصطفى محمد مصطفى بائع الشاى على يد أمين شرطة فى منطقة التجمع الأول بمدينة الرحاب.
وأضافت الصحيفة: أحداث هذه القصة وقعت الثلاثاء الماضى فى العاصمة المصرية، فبعد خلاف على ثمن كوب شاي مع بائع متجول، أخرج أمين شرطة سلاحه وقتل البائع. ألقى القبض عليه، وفقًا لمسئول أمني، فى حين تظاهر عشرات من الناس فى مسرح الجريمة التى وقعت فى ضاحية شرق القاهرة، وهم يهتفون: "الشرطة بلطجية". ونقلت الصحيفة عن وزارة الداخلية تعليقها على حادث الرحاب بالقول "خلال دورية للشرطة، نشب خلاف بين أحد أفرادها وبائع مشروبات بسبب خلاف على السعر، فأطلق أمين الشرطة النار على البائع ما أسفر عن مقتله وإصابة اثنين من المارة". وأكدت الصحيفة أن الرئيس السيسى نفسه طلب مؤخرًا الشرطة بضبط النفس وحذرهم من أنهم معرضون ل"المساءلة" بعد العديد من حالات الوفاة التى وقعت فى مراكز الشرطة. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن تجاوزات الشرطة كانت أحد العوامل الرئيسية التى أدت إلى قيام الثورة الشعبية التى أنهت نظام حسنى مبارك أوائل عام 2011، "لكن هذه الممارسات أصبحت شائعة مرة أخرى فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى". وتطرق التقرير الفرنسى إلى إنه بعد الإطاحة بمرسى عام 2013، اتهمت منظمات حقوق الإنسان النظام المصرى بقمع المعارضين، وأشارت إلى أنه فى كثير من الأحيان يتعرض المعارضون للاختفاء والتعذيب والضرب حتى الموت من قبل الأجهزة الأمنية. واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى إنه مطلع أبريل صدر حكم على أمين شرطة بالسجن مدى الحياة لقتله بالرصاص سائقًا عقب مشادة بينهما على ثمن نقل بضاعة، فى منطقة الضرب الأحمر، فضلاً على أنه فى العام الماضي، اعتقل عدد من ضباط الشرطة بسبب ارتكابهم أعمال عنف مميتة ضد المعتقلين، وحكم على بعضهم بالسجن.