فضت أجهزة الأمن، عصر اليوم، مسيرة نظمها العشرات بمحافظة سوهاج، احتجاجًا على تنازل السلطات المصرية عن جزيرتي "تيران" و"صنافير" للسعودية. ردد المحتجون هتافات معارضة للنظام الحاكم، من بينها "عواد باع أرضه يا أولاد"، معبرين عن رفضهم التفريط في أي شبر من تراب مصر. من جانبها، عززت الأجهزة الأمنية من تواجدها، وطاردت المشاركين في المسيرة، وتم غلق الطرق المؤدية لمديرية الأمن وأقسام ومراكز الشرطة. ويأتي ذلك بعد يومين من اعتقال قوات الأمن نشطاء سياسيين، عقب تنظيمهم وقفة احتجاجية في ميدان طلعت حرب، ضد قرار ضم جزيرتي صنافير وتيران إلى السعودية ومن بين المعتقلين: خالد محمود ، مهاب الأبرشي، نرمين حسين، نانسي كمال، شيماء عبد العزيز. وأثار توقيع السلطات المصرية والسعودية على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين السعودية ومصر، والتي تضمنت إقرار السلطات في القاهرة بأحقية الرياض في جزيرتين بالبحر الأحمر، معارضة واسعة في الشارع المصري. مبررة موقفها، قالت الحكومة المصرية، في بيان، إن "العاهل السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود كان قد طلب من مصر في يناير 1950 أن تتولى توفير الحماية للجزيرتين، وهو ما استجابت له، وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ". وتمثل الجزيرتان أهمية استراتيجية كونهما تتحكمان في حركة الملاحة في خليج العقبة، وكانتا خاضعتين للسيادة المصرية؛ فهما جزء من المنطقة (ج) المحددة في معاهدة "كامب ديفيد" للسلام بين مصر وإسرائيل. وحسب الدستور المصري، فإن اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعت عليه مصر والسعودية، يجب أن تعرض عبر مجلس النواب الذي يهيمن عليه أغلبية تؤيد النظام المصري، من أجل المناقشة والتصديق أو الرفض. وتنص المادة 151 من دستور مصر لعام 2014 على أن "رئيس الجمهورية يمثل الدولة في علاقاتها الخارجية، ويبرم المعاهدات، ويصدق عليها بعد موافقة مجلس النواب، وتكون لها قوة القانون بعد نشرها وفقا لأحكام الدستور، ويجب دعوة الناخبين للاستفتاء على معاهدات الصلح والتحالف وما يتعلق بحقوق السيادة، ولا يتم التصديق عليها إلا بعد إعلان نتيجة الاستفتاء بالموافقة، وفي جميع الأحوال لا يجوز إبرام أية معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة". وتقع جزيرة "تيران"، فى مدخل مضيق تيران، الذى يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد 6 كم عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحتها 80 كيلومترا مربعا، أما جزيرة "صنافير" فتقع بجوار جزيرة تيران من ناحية الشرق، وتبلغ مساحتها حوالى 33 كيلومترا مربعا.