مازالت وسائل الإعلام فى أغلبها تتناول بعض المغالطات الإعلامية، والتى ليس لها سند من واقع، ولا دليل على صحتها، ثم يتم تداولها عبر العديد من وسائل الإعلام، حتى تصبح حقيقة لا تقبل النقد أو الشك.. ويتم نشر تلك المعلومات المغلوطة بين الفئة المتأثرة بوسائل الإعلام، وهى ليست فئة كبيرة فى المجتمع المصرى، بل هى تمثل أقلية فى الواقع العملى.. وهذه الأقلية المتابعة لوسائل الإعلام، نجدها تردد نفس المغالطات التى رددتها تلك الوسائل، دون أى محاولة لفحص تلك المغالطات ومعرفة مدى صحتها. واللافت للنظر أن جزءا مهما من المغالطات الإعلامية يثير حالة من القلق بين الناس، وجزءا آخر يثير معلومات مغلوطة عن التيار الإسلامى.. والمعلومات المثيرة للقلق، تدفع الناس للاعتقاد أن الثورة تسير فى مسار خطأ، وأنها لن تكتمل ولن تحقق أهدافها، أما المعلومات المغلوطة عن التيار الإسلامى، فهى معلومات تهدف إلى تشويه صورته لدى الناس.. ويضاف لذلك ما ينشر من معلومات مغلوطة أيضًا عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مما يؤدى إلى دفع الناس لحالة للقلق من تصرفات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وما يمكن أن يتخذه من قرارات فى المستقبل. ومن الواضح أن المعلومات المغلوطة التى يتم تداولها بين وسائل الإعلام، تنتشر بينها بصورة كبيرة، دون أن يراجعها أحد، وكأن أغلب وسائل الإعلام تتلقف المعلومة المغلوطة وترددها، لأنها فى النهاية تميل إلى تأييد هذه المعلومة، أو تريد أن تكون تلك المعلومة صحيحة.. وبعض وسائل الإعلام دخل فى حالة مزايدة تقودها وسائل إعلام بعينها، مما جعل من الصعب على بعض وسائل الإعلام تصحيح المعلومات المغلوطة، أو حتى تجنب الحديث عنها.. فأصبحنا بصدد مجموعة من وسائل الإعلام تنشر معلومات مغلوطة، ومجموعة أخرى تزايد على ما ينشر، مما جعل المعلومة تتردد، دون أى تمحيص لها.. وفى النهاية يتضح أن المعلومة خطأ، ولكن أحدًا لا يصرح بهذا، ولا ينفى ما سبق نشره.. مما يؤكد أن الهدف من المعلومات المغلوطة هو إثارة القلق بين الناس. وما ينشر عن التيار الإسلامى، يميل أيضًا للتركيز على خطر هذا التيار على المجتمع، وهنا تنشر أيضا معلومات مغلوطة، ويتم تضخيم بعض الأحداث المحدودة أو بعض التصريحات العابرة. ويحاول الإعلام رسم تصور مفاده أن المجتمع يخشى من التيار الإسلامى، حتى بعد نتيجة الانتخابات، والتى أظهرت تمتع التيار الإسلامى بقاعدة شعبية تتجاوز ثلثى المجتمع. والملاحظ أن محاولة نشر المخاوف من التيار الإسلامى تهدف فى النهاية إلى إثارة حالة من القلق بين الناس، وتضخيم حجم الفئات المتخوفة من التيار الإسلامى.. ويضاف لهذا محاولة إقناع الناس بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سوف ينقلب على الثورة، وهى محاولة تهدف أيضًا إلى إثارة القلق بين الناس. يتضح هنا أن المعلومات المغلوطة التى تنشر فى وسائل الإعلام تهدف إلى إثارة القلق، لذا فهى محاولة لعرقلة الاستقرار.