وثّق مركز فلسطيني متخصص بشؤون الاستيطان ومصادرة الأراضي، قيام سلطات الاحتلال بهدم 523 مسكنًا ومنشأة فلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر مارس، بزيادة قدرها 275 في المائة عن الفترة ذاتها في عام 2015. وأوضح "مركز أبحاث الأراضي" (هيئة غير حكومية) في تقرير صدر عنه، اليوم الأحد، أن قوات الاحتلال هدمت 188 منشأة فلسطينية كانت تأوي 854 فردًا، مشيرًا إلى أن من بين المباني المهدومة؛ 97 خيمة سكنية، و75 مسكناً مصنوعة من الطوب والزينكو والحجر والإسمنت، فضلاً عن المغارات والكهوف والكرفانات المتنقلة. وأشار التقرير، إلى أن مدينة نابلس (شمال القدسالمحتلة) سجّلت أعلى نسبة هدم من بين مدن الضفة الغربية؛ حيث هدمت السلطات الإسرائيلية 58 مسكنًا من مساكنها، كما استهدف الاحتلال خربتي "عين الرشاش" و"طانا" بعمليات هدم واسعة؛ فجرى هدم "طانا" ثلاث مرات متتالية في شهري شباط وآذار الماضيين. وجاءت القدس في المرتبة الثانية بعد نابلس، بواقع هدم 41 مسكنًا فلسطينياً؛ حيث استهدف الاحتلال تجمعي "جبل البابا" و"أبو نوار" البدويين، إضافة إلى هدم مساكن في أحياء سلوان وبيت حنينا والطور وصور باهر والمكبر. وحلّت الخليل في المرتبة الثالثة؛ فقد شهدت الفترة منذ مطلع العام الجاري حتى نهاية الثلث الأول من شهر أبريل، هدم الاحتلال ل 33 مسكنًا في التجمعات البدوية شرقي يطا وبلدتي دورا والظاهرية، تلتها محافظة طوباس بإجمالي 28 عملية هدم. وقال "مركز أبحاث الأراضي" في تقريره "إن الهجمة العدوانية على البناء الفلسطيني زادت بنسبة 275 في المائة مقارنة مع الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2015، حيث تم هدم 190 مسكنًا ومنشأة في العام الماضي، أي أنه تضاعف حوالي ثلاث مرّات خلال العام الجاري عمّا كان عليه في العام الماضي ضمن نفس الفترة الزمنية". وتقوم إسرائيل عادة بهدم المساكن الفلسطينية بزعم البناء غير القانوني، أو لأسباب أمنية بحجة انخراط أصحابها في مقاومة الاحتلال. وتطال سياسة الهدم الإسرائيلية بشكل خاص المناطق التي تعرف بالمنطقة "ج" التي تشكل 61 في المائة من مساحة الضفة الغربيةالمحتلة، وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية وفق اتفاقيات "أوسلو" الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ويتطلب البناء في هذه المنطقة موافقة سلطات الاحتلال، والتي غالبا ما تقوم برفض هذه الطلبات، بينما تقوم ببناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية في هذه المنطقة بالذات التي تشكل احتياطي الأراضي المستقبلي للفلسطينيين.