تأتي القمة المصرية السعودية، قبل أيام من قمة منظمة التعاون الإسلامي في تركيا بين 10 – 15 من شهر أبريل الجاري، وسط تكهنات ومطالبات بعدم سفر السيسي، وإيفاد ممثل له، حيث تسعى السعودية بقيادة الملك سليمان لتقارب وجهات النظر بين النظام المصري وتركيا في ظل التوتر السائد بين الطرفين. ففي الوقت الذي يتوقع خبراء طرح مسألة تحسين العلاقات بين القاهرة وأنقرة، إلا أنهم في الوقت ذاته يستبعدون إحداث تقدم ملحوظ بعد وساطة سعودية. توقع الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن السعودية بقيادة الملك سليمان تطرح خلال زيارتها اليوم لمصر فكرة المصالحة بين النظام وتركيا؛ لكنه استبعد أن تتم لاسيما في ظل عدم وجود إرادة حقيقية من الجانب التركي الذي لن يتخلى عن جماعة الإخوان في هذا التوقيت- حسب قوله. وقال نافعة في تصريح ل"لمصريون"، إن لم تصدر الإخوان خطابًا ينم عن رغبتها في المصالحة مع النظام سيكون من الصعب على تركيا أن تتقبل النظام في مصر، وخاصة أن تركيا تؤيد جماعة الإخوان وترها على حق. وفي نفس السياق يرى الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أنه في حالة طرح مسألة تحسين العلاقات بين مصر وتركيا، خلال قمة السيسي والملك سلمان لن تكون الاستجابة سريعة بهذه السهولة بحسب قوله. وأضاف العزباوي في تصريح ل"لمصريون"، أن الاستجابة من جانب الشأن المصري لتحسين العلاقات، ستتضح من خلال مبعوث الرئيس عبد الفتاح السيسي لتسليم قمة التعاون الإسلامي إلى تركيا. وأشار إلى أنه إذا كانت هناك استجابة قوية من جانب الطرفين للوساطة السعودية سيذهب المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء لحضور القمة. وتابع: "في حالة ذهاب وزير الخارجية سامح شكري لحضور القمة الإسلامية في تركيا؛ فإن هذا يدل على وجود صعوبات في سبل التقارب المصري التركي"- حسب قوله. وفي سياق متصل قال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، إنه لا توجد أي عراقيل بروتوكولية تمنع السيسي من السفر لتركيا، مشيرًا إلى أن "مصر هي رئيس القمة الإسلامية السابقة، وتقتضي الأمور البروتوكولية أن يوجه أردوغان الدعوة للرئيس السيسي لحضور المؤتمر الإسلامي في إسطنبول، إضافة إلى أن العلاقات المصرية التركية تسمح بذلك لأنه لا يوجد قطيعة دبلوماسية بين الطرفين". وأضاف السناوي، في تصريحات صحفية، أن الزاوية السياسية هي أكثر الموانع التي قد تدفع "السيسي" لعدم حضور ذلك المؤتمر؛ لوجود أزمة كبيرة بين البلدين على خلفية الموقف الذي جرى في مصر بعد 30 يونيو وخروج الإخوان من السلطة، والتأييد التركي الكامل لهم ضد الخطوات المصرية التي جرت بعدها. وأشار إلى أن ذلك يضع العديد من الاحتمالات الخطرة حيال سفر السيسي إلى تركيا، منها عدم وجود أي ضمانات للمقابلة التي سيتم بها استقباله هناك، علاوةً على عدم التأكد من وجود ضمانات أمنية كافية للرئيس عبد الفتاح السيسي في ظل تزايد أعداد أنصار جماعة الإخوان هناك.