طالب رئيس تحرير صحيفة الأهرام بلاده بالتوقف عن نشر "الروايات الساذجة عن مقتل ريجيني" وعدم المخاطرة بالعلاقات المصرية مع روما، وذلك في مقال نشره الأحد 3 أبريل 2016. وناشد محمد عبد الهادي علام الدولة أن تتعامل بجدية تامة مع القضية وتقديم مرتكبي الجريمة إلى العدالة والإعلان بشفافية عمّا تم التوصل إليه من حقائق لا لبس فيها. مقال علام تبعه تصريح لمصدر قضائي قال فيه إن مصر أرجأت إلى أجل غير مسمى زيارة كان سيقوم بها فريق من المحققين المصريين إلى روما لمناقشة التحقيقات التي تجرى بشأن مقتل باحث إيطالي عثر على جثته ملقاة على طريق سريع قرب القاهرة في فبراير. وقالت جماعات لحقوق الإنسان إن آثار التعذيب التي وجدت في جثة جوليو ريجيني (28 عاماً) تشير إلى أن قوات الأمن المصرية قتلته وهو الزعم الذي تنفيه الحكومة المصرية. علام أوضح في مقاله المكتوب بنبرة غير معتادة في الصحف الحكومية "قبل أن تحين لحظة مواجهة الحقيقة في العلاقات المصرية - الإيطالية، كلمة يجب أن تقال في وجه الجميع في مصر"،داعياً إلى استقالة المقصّرين من المسؤولين إنقاذاً لسمعة وأكّد رئيس التحرير, أن هناك نذر مشكلة كبيرة في العلاقات بين البلدين تلوح في الأفق، ولن تجدي معها معاملات سقيمة أو مبالغات مفرطة من جانب بعض من لا يعي خطورة حوادث بعينها. وحذّر علام مما وصفها "بالروايات الساذجة عن مقتل ريجيني". القضية جدّدت التساؤلات حول الاتهامات الموجَّهة للشرطة المصرية بالاعتماد على أساليب وحشية في عملها. ومصر حليف رئيسي للغرب وشريك تجاري مهم لإيطاليا. وكان مقرراً وصول الوفد المصري لروما يوم الخامس من أبريل الجاري لكن الزيارة أُرجئت حتى السابع من نفس الشهر قبل أن تُرجأ مرة أخرى. ولم تذكر المصادر القضائية والأمنية سبب تأجيل الزيارة. وقال مسؤولٌ كبير في وزارة الداخلية المصرية, إن التحقيقات خلصت إلى أن ريجيني الذي كان يجري أبحاثاً حول نقابات العمال المستقلة في مصر كان يخضع لمراقبة أجهزة الأمن لكن هذا لا يعني أنها قتلته كما تظنّ جماعات حقوق الإنسان. الداخلية قالت يوم 25 مارس الماضي إن الشرطة عثرت على حقيبة ريجيني وبها جواز سفره بعد اشتباك مع تشكيل عصابي "تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه". ورفض مسؤولون إيطاليون هذه الرواية وقالت أسرة ريجيني إن من الواضح أنه لم يقتل لتحقيق مكسب إجرامي.
وتسببت القضية في توتر العلاقات بين مصر وإيطاليا لكن لا يرجح أن تؤدي إلى خلاف دائم نظراً للعلاقات التجارية بين البلدين والدور الاستراتيجي الذي تلعبه مصر في منطقة الشرق الأوسط.