لا احد ينكر او يستنكر الحوار واثره فى الوصول بين المختلفين الى نقاط ورؤى مشتركه سواء كان هذا الخلاف متعلق بامر ما فى الحياه ، او متعلق بمساءله علميه اونظريه اومذهب او اى فكره ، والخلاف بين البشر طبيعى فضلا عن ان يكون بين اصحاب الدين الواحد بل وفى داخل المذهب نفسه ، والاسلام بسماحته وسعت افقه لم ينكر على احد منا الخلاف بل ولم يطالب بتوحيد الرؤى والمواقف وتبنى مذهبا معينا فضلا عن اجبار احد عليه قال تعالى :- وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًاأَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(99 يونس) وما حديث الصلاه فى بنى قريظه عنا ببعيد بل جميعا يعرفه ويعرف قصته ويحفظه ، لكن فى وقت الازمات والاوقات الحوالك تغيب عنا هذه المفاهيم التى ارسى دعئمها الاسلام واصلها تاصيلا لا لبث فيه البته ، تغيب عند لمن لا يملكون قدما راسخه فى العلم ، ولم ينشا التنشئه الصحيحه الصحيه القائمه على قبول الاخر والاختلاف معه ، وقد كان قديما قديما تقوم المناقشات والمناظرات بين شخصين او ثلاثه او اكثر فى فصل دراسى او مجلس علمى له قواعده وادابه وضوابطه وكلها اماكن ضيقه محدوده بالزمان والمكان والعدد وانحصار اوجه الخلاف ، لكن وفى هذا الزمان ومع انتشار الانترنت والشبكه العنكبوتيه وظهور ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعى اصبح الامر جد خطير والخطب جلل اصبح يهدد وحدة الامه ويتناولها فى ترابطها وكينونتها بل وبقائها واضحى مرتعا خصبا لم لا يضمر خير للاسلام ، بل واصبح الخلاف لا يتناول فقط مسائل علميه فقهيه لها منظروها وعلمائها وان ذهب الامر وجاء فهى مجرد اطروحات نظر واراء فكر لم تعد كذلك بل اصبحت تتناول صميم عقيدة المسلم وتهدده فى اسمى ما يملك وهو دينه ، فضلا عن مصطلحات التبديع والتفسيق والتضليل والمروق ، وبين من يدعى ان الاسلام ينحصر فيه ولا اسلام فى غيره ، بل والاخطر انهم ينقلون كلامهم وغثيانهم الى النشئه والاطفال مما يكون له اثر سلبى فى تكوين شخصيتهم بعد ذلك ويجعلهم اناس لايقبلون الاختلاف ولا تعدد الرؤى والمواقف ، وكل فريق لديه صفحات ومجموعاتها الخاصه التى تنشر من خلالها ما يتناول الاخر بالسب و الشتم والقذف علماء ومشايخ لجماعه اخرى هم بمنزلة الموز لهم فيقوم الاخرون بسب وشتم رموزهم ، ولا يخفى على احد الاعب السياسى الاساسى فى الموضوع ، استنفار واستنذاف لطاقات الامه وطاقة شبابها فى مواضيع مرائيه جدليه عقيمه استهلكت منذ زمن ، فبدل ان يدرك هؤلاء وامثالهم الاخطار والاحداق التى تموج بالامه وتعصف بها ليل نهار يذهبون الى التناحر الداخلى ، وللاسف هناك بعض المشايخ يذكون هذا الامر من خلال الايصاء الى طلابهم بالتصدى للمخالفين ولا يدرى هؤلاء وهؤلاء انهم مغيبين لا يعلمون حجم المؤامرات التى تحاك للامه ولا حول ولا قوة الابالله * كاتب وباحث