أفتى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، مفتي مصر السابق، بجواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، رافضًا هدمها خوفًا من مغالاة البعض. وقال جمعة لبرنامج "والله أعلم" على فضائية "سي بي سي اكسترا"، إن "قصة الآثار نشأت من التشكك في الديانة كلها، والمسلمون لهم باع كبير في هذا المجال فقد حافظوا على أثار نبيهم صلى الله عليه وسلم بالسند المتصل، لتكون دليلاً ماديًا لمن تسول له نفسه أن يشكك في وجود النبي صلى الله عليه وسلم". وحول حكم التصديق والاعتقاد في بعض الآثار، كأثر قدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المسجد الأحمدي بطنطا، أفاد أنه "غير مطلوب من المسلم أن يصدق أو يكذب إلا بما أجمعت عليه الأمة ونزل به الوحي كمقام سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام". وأوضح أن "سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب كان يتتبع آثار النبي صلى الله عليه ويتبرك بها، كذلك كان يفعل سيدنا علي بن أبي طالب حبا في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم". ونفى أن "سيدنا عمر بن الخطاب قطع شجرة بيع الرضوان خوفًا على الناس من الشرك"، قائلاً إن ذلك لم يحدث. وتابع: "وظيفتنا تجاه من نخشى عليهم من الجهل أن يغالوا في هذه الآثار أن نعلمهم لا أن نهدم أثار نبينا صلى الله عليه وسلم كما فعل صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه البعض أن يجعل لهم ذات أنواط؛ لأن كل ذلك يصب في مصلحة أعداء الله ويصب في مصلحة القضاء على الوثائق التي نفتخر بها".