ارتبط اسم ضاحية "مولينبيك" في بروكسل بالإرهاب بشكل وثيق، فهناك ولد وترعرع كثير من المتهمين بالتخطيط والتنفيذ لهجمات إرهابية في أوروبا، على رأسها هجمات باريس في نوفمبر الماضي، وربما هجمات بروكسل الأخيرة كما ترجح الشرطة البلجيكية. ويشترك جميع منفذي الهجمات الإرهابية في أوروبا تقريبا في أنهم ينتمون إلى الجيل الثاني من المهاجرين الذين ولدوا وترعرعوا في الضواحي الأوروبية الفقيرة والمنعزلة. ويقفز إلى الأذهان أولا حي "مولينبيك" بضواحي العاصمة البلجيكية بروكسل، يعتبر هذا الحي من أكثر الأحياء المأهولة في العاصمة البلجيكية يعيش فيه 97 ألف شخص. من "مولينبيك" تنطلق العمليات الإرهابية ترتفع نسبة البطالة هنا إلى 40% في صفوف الشبان، وأصبح يوصف ب"حي الإرهابيين المفضل". وتقول السلطات إن غالبية الأعمال الإرهابية التي شهدتها أوروبا خلال الفترة الأخيرة انطلقت من حي "مولينبيك". وفي الحقيقة فإن بلجيكا تعتبر أكبر بلد أوروبي مساهم في عدد المقاتلين المتطرفين الذين اتجهوا إلى سوريا مقارنة بعدد السكان. ورحل من هذا الحي فقط أكثر من 500 شخص للقتال في صفوف "داعش"، وتتهم منظمة "الشريعة من أجل بلجيكا" المحظورة بتجنيدهم. ويعتقد أن 130 منهم عادوا إلى بلجيكا بينما قتل حوالي 77 أثناء القتال، وبقي أكثر من 200 في سوريا. وفي حي "مولينبيك" ترعرع مخططو ومنفذو هجوم الجمعة الدامي في باريس كعبدالحميد أباعود وصلاح عبدالسلام، الذي ألقي القبض عليه أخيرا، بعدما لوحق لأشهر وأخيه الذي فجر نفسه في "ستاد دي فرانس". وأيضا ترعرع أيوب الخزاني الذي نفذ هجوماً على القطار السريع الذي يربط بين أمسترداموباريس، كما مهدي نموش منفذ الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل. وعاش في الحي ذاته اثنان من مرتكبي تفجيرات مدريد، التي تسببت بمقتل 190 شخصا عام 2004. وفي التاسع من سبتمبر عام 2001 قام اثنان من أبناء الحي باغتيال القيادي الأفغاني أحمد شاه مسعود الذي كان أبرز معارضي حركة طالبان في ذلك الوقت. وفككت السلطات البلجيكية عشرات الخلايا التي كانت تخطط لتنفيذ هجمات في أوروبا انطلاقاً من ضاحية "مولينبيك" أيضاً.