فشلت محاولات من قيادات الأحزاب والائتلافات السياسية على مدى ال48 ساعة الأخيرة في التوصل إلى اتفاق حول تقسيم كعكة هيئات مكاتب لجان مجلس النواب الدائمة ال25 لجنة، وفقا لأحكام لائحة البرلمان الجديدة، في الوقت الذي قالت فيه تسريبات متعددة إن هناك رغبة من ائتلاف دعم مصر الذي يضم أكثر من 350 نائبا للاستحواذ على رئاسة جميع اللجان على أن يسمح بالموافقة على تأييد مرشحى التيارات والأحزاب الأخرى والمستقلين على مناصب هيئات مكاتب اللجان، والتي تضم وكيلين وأمينًا للسر لكل لجنة في الوقت الذي قام فيه ائتلاف دعم مصر بتوزيع متوازن لنوابه على كل اللجان لضمان حصول مرشحيه على أغلبية الأصوات، خاصة أنه تقرر ألا يعلن أي فصيل سياسي عن مرشحيه قبل موعد الانتخابات في اللجان التي من المتوقع أن تتشكل هيئات مكاتبها قبل نهاية الأسبوع القادم. وأشارت دهاليز البرلمان إلى أن كلاً من حزب مستقبل وطن والمصريين الأحرار والوفد ما زالت تصر على التمثيل المشرف لكل منهما بنوابه في هيئات مكاتب اللجان وفى اللجنة العامة ولجنة القيم. فى الوقت الذي يصارع فيه المستقلون والذين يشكلون الشريحة الأكبر من النواب تحت قبة البرلمان أمواج التيارات والائتلافات البرلمانية للوصول إلى منصة رئاسة العديد من اللجان، بينما تأكد بصفة نهائية أن حزب النور التيار الدينى الوحيد الممثل تحت القبة عزف تماما عن المنافسة على أي منصب من مناصب هيئات مكاتب اللجان حتى لا يمنى بهزيمة ساحقة جديدة كتلك التي أصابته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مكتفيا فقط بإعلان تشكيل هيئته البرلمانية بعد أن افلت بفارق نائب واحد من استبعاده من تشكيل هيئة برلمانية، حيث رفع البرلمان عدد نواب الهيئة البرلمانية ليكون لا يقل عن عشرة نواب والنور السلفى هو الوحيد الذي نفد على المحك من مقصلة الاستبعاد، إضافة إلى أن قيادات سلفية من داخل وخارج الحزب السلفى نصحوا نوابهم بالتراجع عن المنافسة حفاظا على وحدة الحزب ضد التفتت. فى الوقت نفسه، كشفت مصادر واسعة الاطلاع، أن عددا من القوى السياسية في البرلمان بدأت اتصالات سرية مع نواب النور من أجل ضمان أصواتهم في انتخابات هيئات مكاتب اللجان الجديدة، باعتبارهم يقفون على الحياد إلا أن نواب النور ما زالوا ينتظرون الضوء الأخضر من قيادات الحزب والدعوة بتأييد مرشحين بعينهم مع الأخذ في الاعتبار أن ذلك لن يكون إلا بعد أن يعلن كل حزب أو ائتلاف مرشحيه على مكاتب اللجان. وعلى صعيد مواز شهدت أروقة ائتلاف دعم مصر خلافات ومواجهات مكتومة وصراعات بين نوابه للفوز بمقاعد منصة اللجان وصلت إلى حد ما يصف المراقبون بالطعن في التخصصات لكل مرشح وهو ما كشفته النائبة المعينة الدكتورة شرين فراج التي أعربت عن أسفها لما تراه من تكالب بعض النواب على رئاسة بعض اللجان رغم ابتعاد شهاداتهم العلمية وتخصصاتهم عن عمل اللجنة، وتساءلت: هل ما يحدث في صالح مصر والنهوض بها تنمويا واقتصاديا؟ كما تساءلت: ما علاقة العمل التجارى والمحاسبى بالترشح لرئاسة لجنة الطاقة والبيئة؟ وقالت: للأسف بعض النواب يبحثون عن الوجاهة والمصالح الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة وما تحتاجه مصر من عقول العلماء، وقالت إن لجنة الطاقة والبيئة هي لجنة هندسية في المقام الأول وتضم أكثر من تخصص هندسى، بالإضافة إلى التنمية المستدامة، وقالت الدكتورة شرين، إننى سأتقدم للترشح لرئاسة هذه اللجنة التي هي صميم تخصصى ولن ترهبنى التربيطات مهما كانت ولن أخشى أحدا. وقالت شرين فراج إننى الأجدر برئاسة اللجنة نظرًا لخبرتى العلمية والعملية في مجال البيئة والهندسة، حيث إننى كنت عضوًا للمجلس الأعلى لنقابة المهندسين عن شعبة كهرباء، وحاصلة على دكتوراه في الهندسة البيئية، وقمت بالكثير من الأعمال الاستشارية وعضوية اللجان العلمية ومنح لقب استشارى لشعبة كهرباء، بالإضافة إلى أننى لدى أجندة تشريعية ورقابية تختص بأعمال هذه اللجنة.