فى البداية أؤكد على أننى أقر بأن عزة الحناوى المذيعة بالقناة الثالثة فى التليفزيون المصرى قد أخطأت مهنياً فى الحلقة التى استضافت فيها الزميل الكاتب الصحفى أسامة شحاته عندما هاجمت الرئيس عبدالفتاح السيسى بطريقة مستفزة , كما أننى لا أعارض العقوبة التى وقعت ضدها حتى وإن كنت أرى أنها كانت فى منتهى القسوة . ويخطىء من يتصور أننى بهذا الكلام أرفض انتقاد سياسات وقرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى ,حيث أننى مع أى نقد بناء وموضوعى لأى شخص مسئول وفى مقدمتهم الرئيس نفسه بشرط أن يتم عرض المشكلات بموضوعوية وحيادية بعيدا عن التعصب لأى توجه أو تيار , ولكن ما فعلته هذه المذيعة كان يفتقد للقواعد المهنية والاعراف والتقاليد الإعلامية .
أردت أن أؤكد على هذه الحقيقة حتى لا يتهمنى البعض بأننى مؤيد لما فعلته تلك المذيعة فى هذه الحلقة , قبل أن أتوقف عند عدد من النقاط والتساؤلات على هامش هذه القضية التى شغلت الرأى العام طوال الأيام الماضية .
بداية أتوقف عند قرار عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة و التليفزيون بتشكيل لجنة لمشاهدة حلقة برنامج "أخبار القاهرة " المذاعة يوم الأحد الموافق 6 / 3 / 2016 والتي قامت بتقديمها عزة الحناوي وإعداد تقرير بمدى تناسب أداء المذيعة لطبيعة البرنامج ومدى مهنية وموضوعية المذيعة خلال البرنامج فى الحلقة التى قدمتها المذيعة , وضمت اللجنة أسماء كل من .دحسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، الإعلامية سناء منصور رئيس قطاع القنوات الفضائية الأسبق ، الإعلامي حمدي الكنيسي رئيس قطاع الإذاعة الأسبق ورئيس نقابة الإعلاميين تحت التأسيس ، الإعلامي محي الدين سعد رئيس قناة القاهرة ، حيث أن الإدعاء بأن هذه اللجنة محايدة فهذا كلام غير حقيقى ويخالف الحقيقة - مع كامل احترامنا لشخصيات أعضائها - حيث أن د. حسن عماد تم تعيينه من جانب عصام الأمير عضوا فى لجنة الإختبارات الموحدة منذ 3 أسابيع كما أن ابنته رانيا تعمل مذيعة فى قناة النيل الثقافية , أما سناء منصور فهى عضو بمجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى بترشيح من اتحاد الإذاعة والتليفزيون علاوة على كونها عضوا أيضاً فى لجنة الإختبارات الموحدة , واللجنة الأخيرة أيضاً يشغل محيى سعد رئيس القناة الثالثة منصب المقرر العام فيها علاوة على كونه رئيس القناة الثالثة التى تم اذاعة البرنامج عليها . أما حمدى الكنيسى فهو يطمع فى دعم ومساندة قيادات الإتحاد ليكون نقيباً للإعلاميين علاوة على أنه رئيس للجنة الإسكان فى ماسبيرو رغم خروجه للمعاش منذ سنوات طويلة .
نأتى إلى تصريحات هاني جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية التابع لها القناة الثالثة والذى كان يعرف أن لجنة ( زكى قدرة !!!!) - نسبة إلى الكلمة الشهيرة للفنان عادل أدهم فى فيلم حكمتك يارب والتى قال فيها ادبح يا زكي قدرة ...يدبح زكي قدرة - ستقوم ب ( عمل الواجب وزيادة مع المذيعة فقد صرح قبل إعلان نتيجة التقييم الذى أعدته اللجنة أنه لن يتم معاقبة المذيعة عزة الحناوي ، التي انتقدت الرئيس السيسى حيث قالت: إن «الرئيس لا يعمل ويعاقب الشعب» وأضاف جعفر: «إذا عاقبناها ستخرج على الفضائيات وتتحدث عن تكميم الأفواه، وتصبح شهيدة الإعلام، ولكن سنترك الحكم للجمهور والإعلام، للحكم على نجاحها أو فشله , وسنترك لها الفرصة لإصلاح نفسها على الشاشة ) . وعندما وجد جعفر أن هذه التصريحات ربما تؤخذ ضده سارع ب (افتكاس ) اتهامات للمذيعة وهو ما دفع الإعلامى أسامة كمال ابن التليفزيون المصرى ومقدم برنامج القاهرة 360 على قناة القاهرة والناس لكى يقول له نصاً وعلى الهواء مباشرة : ( والله العظيم حراااام عليكوا مصر .. لما رئيس قطاع القنوات الاقليميه يبرر و يقول :المذيعه " معندهاش ثبات انفعالى يبقى لازم تشتغل برامج تسجيليه وبلاش هوا...احسن تقلع هدومها ع الهوا أو تشتم رئيس اى دوله ..دة تبرير بردوا ياسيادة رئيس القطااااااااااااااع !! ) . وأنا هنا أسأل جعفر : اذا كانت المذيعة ليس عندها ثبات انفعالى فهل أنت أيضا تظن أنك خالى من هذا العيب ؟!!!.
ولعل من أبرز ما يؤكد عدم حيادية اللجنة أن بعض أعضائها قد استبقوا إعلان نتائج التقييم حيث وجهوا لها اتهاماً ب«أنها مريضة بالشهره وتحتاج للعلاج» .
وهنا أتوقف عند التصريح الأهم فى هذه الأزمة والذى أدلى به حمدى الكنيسى ، أحد أعضاء لجنة تقييم الحلقة والذى أكد فيه أن اللجنة أوصت بوقفها عن العمل لعدم صلاحيتها كمقدمة أو معدة للبرامج، وقد تم إرسال التقرير لعصام الأمير والذى قام بدوره بايقافها عن العمل . وهنا أتساءل : كيف تكون هذه المذيعة غير صالحة للعمل رغم أنها تعمل فى ماسبيرو منذ أكثر من 15 عاماً ؟ وكيف كانت تظهر على الشاشة طوال السنوات الماضية ؟ وهل مجرد انتقادها للرئيس جعلها غير صالحة للعمل الإعلامى ؟ وأين دور لجان التقييم والمتابعة من هذه المذيعة وغيرها الكثيرين والكثيرات داخل المبنى ؟ وهل تقوم هذه اللجان بدورها فى التقييم الموضوعى بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات ؟ واذا كان ما يقال حول كون هذه المذيعة منتمية للإخوان أو لبعض الحركات والتنظيمات السياسية المعارضة للنظام صحيحاً فلماذا لم تتنبه الجهات الأمنية فى ماسبيرو والتى تدعى أنها تعرف ( دبة النملة ) فى مثل هذه الأمور قبل تلك الواقعة ولماذا لم تتدخل لمنع المذيعة من الظهور على الشاشة ؟!!! .