رجح بعض الخبراء بشأن الملفات المسرّبة, التي كشفها عنصراً منشقاً عن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش", وتكشف تفاصيل عن المقاتلين الأجانب المُحتملين، والذين وصلوا إلى سورياوالعراق, أن تكون مزوّرة، أو خدعة مقصودة من التنظيم للحيلولة دون انشقاق عناصره. وبحسب ما ذكر تقرير الصحيفة البريطانية, قال الخبراء, إن تلك الملفات والتي يبدو أنها مُعدّة قبل عدّة سنوات، ستساعد على تحديد شبكة الاتصالات التي يجري معها التنظيم تواصله، وكذلك الداعمين الأجانب المُنتقلين للحاق بداعش على أرض المعركة الرئيسية في العراق والشام. وأضاف الخبراء, أن الوثائق التي نشرتها وسائل إعلام ألمانية وبريطانية وكذلك سورية معارضة، تُظهر الأسماء والعناوين وأرقام الهواتف لنحو 1700 شخص تم تحديد هوياتهم في 22 ألف وثيقة مُسرّبة. كما أعرب متخصصون في شؤون التنظيم عن آراء متباينة حيال صحة الوثائق، والتي يبدو أنها قد أتت من قِبل نفس المصدر, وبحسب الوثائق فإن المُلتحقين بالتنظيم يُطلب منهم الإجابة عن 23 سؤالاً، بما في ذلك اسم عائلة والداتهم، وفهمهم لأحكام الشريعة، وفصيلة الدم. وقال تشارلي وينتر، وهو باحث بجامعة ولاية جورجيا "سيكون هناك جرس إنذار كبير بالنسبة لي، لأنني عندما رأيت تناقضات من هذا القبيل في السابق، كانت الوثائق مُزوّرة على نحو رديء". ويبدو أن الاستبيانات قد جُمِعت من متطوعين أجانب في نهاية عام 2013، أي قبل ستة أشهر من استيلاء داعش على الموصل وإعلانها قيام الدولة الإسلامية. ويمكن تفسير بعض التناقضات من خلال حقيقة أنه في هذه المرحلة لإعداد الملفات, لم تكن بيروقراطية التنظيم قد حققت بعد التطور الذي أحرزته في وقت لاحق, فالملفات كانت على شريحة ذاكرة تركها مسؤول كبير للأمن لدى داعش في سيارته وتمت سرقتها عندما ذهب إلى اجتماع. وفيما تُركز الحكومات الأجنبية ووسائل الإعلام الدولية على العناصر الأجنبية المنضمة للتنظيم؛ تقول وزارة الداخلية في بغداد إن نحو 85% من المُقاتلين لدى داعش هم من العراقيين. بينما رأى آخرون أن تسريب الوثائق كان خدعة مقصودة من التنظيم بغرض منع أصحاب هذه الأسماء من الانشقاق كي يبقى أمامهم طريق واحد هو القتال حتى الموت، وفق تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية. إيلايجا ماغنيير، خبير شؤون مكافحة الإرهاب الذي تزيد خبرته عن 32 عاماً في شؤون الشرق الأوسط، كتب على تويتر تغريدات قال فيها "لا أصدق أنه تسريب، بل إن داعش تستخدم أسلوب صدام حسين الابتزازي لإجبار الجهاديين على القتال، رسالتها في ذلك أنه لا مفرّ لكم، وبهذا لا يرى هؤلاء المقاتلون ال22 ألفاً أي مخرج من ورطتهم، وأراهن أن داعش هي من نشرت المعلومات كي تبسط مساحة نفوذها." وأضاف أيضاً "إن جهاز استخبارات داعش كشف عن عمد أسماء عائلات مقاتليه كي يستميتوا في الدفاع عن أراضي الدولة حتى الرمق الأخير". وتابع أيضاً إن الرجال الذين ذهبوا للقتال في سورياوالعراق انخدعوا بالرواتب والأجور التي ما عادوا يتلقونها، وإن المفارقة في الموضوع هي أنه ما من داعٍ لكي تدفع داعش لهؤلاء أتعابهم بعد اليوم لأنهم ببساطة لا مهرب ولا منجى لهم. ويرى الخبراء أن المعلومات إن صحت فقد تسهم كثيراً في تعقب الجهاديين الذي تسربوا إلى أوروبا بهدف ترويعها وتحويل شوارعها إلى مسارح دموية كبرى، خاصة أن جواسيس بريطانيين ذكروا أن نصف البريطانيين الذين انضموا إلى التنظيم قد عادوا إلى بريطانيا وقد يعتزمون أن يعيثوا فساداً في البلاد. يذكر أن الوثائق المنشورة ذكرت ما لا يقل عن 16 مقاتلاً بريطانياً فضلاً عن جنسيات أخرى تعتبر مرتعاً للإرهاب مثل تونس وأفغانستان وباكستان واليمن، لكن الغالبية العظمى كانت من السعودية.