محمد سعد خير الله في حوار ل «المصريون»: ** أوراق هجومنا على جنينة زجت علينا من مكتب السيسي ** أصبحنا أمام نظام «مستبد».. والإخوان كانوا أرحم ** البرلمان «طبخ أمنيًا» وكل من تحت قبته مخبر ** السيسي سينتظر حتى سبتمبر ولن يصعد الأمر مع جنينة ** هذه الحالات فقط تعرض جنينة للإقالة.. ودستوريًا لايمكن للبرلمان محاسبته ** النظام الحالي يجر البلاد إلى الهاوية عن عمد ** لن يستمر هذا الوضع طويلاً.. والأمر قاب قوسين أو أدنى من الانفجار ** الجنرالات يتحكمون فى الإدارة المحلية وهى «عصب الدولة» ** هناك حالة من «السعار» تجاه كل صوت حر.. وغلق مركز النديم «كارثة»
«المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، تعرض خلال الفترة الماضية لعصابات إجرامية حاولت تشويه صورته بكل الطرق، غير أن الله اختارنا لنكون منبرا للدفاع عنه ضد أعدائه الذين يكيدون له بالليل والنهار، ولأننا نؤمن بأن جنينة من الشخصيات المدنية النزيهة والشريفة فى مصر، وقفنا على الثغر ولم ولن نبارحه.. وأيضًا لأننا هاجمنا جنينة فى البداية دون وعى ودون إدراك أن هناك شخصًا فى مصر ما زال يحارب الفساد بمفرده داخل ميدان من الفاسدين».. هذا الحديث مقتطف من حوار جريء جسدته المواقف قبل أن تخطه الأقلام، لمؤسس الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر وعضو التجمع الوطنى الحر من أجل الديمقراطية والسلام، محمد سعد خير الله. وقال ل«المصريون»: حاربت الإخوان بكل ما أوتيت من قوة والآن أنا بصدد نظام مستبد ظالم لا يُقارن بأى نظام آخر حكم مصر، أخذتنى الشفقة على الإخوان أثناء فض الاعتصام "رابعة والنهضة"، غير أننى أحمل قادتهم المسؤولية عن ذلك، وأحمل هذا النظام جميع الدماء التى سفكت. وأضاف: أوراق الهجوم على المستشار هشام جنينة، زجت علينا من مكتب السيسي، واكتشفنا أننا أخطأنا فى حقه، وكان علينا أن ندافع عنه بنفس الطريقة التى هاجمناه بها، ولذلك حملنا لواء الدفاع عنه، وأقول إننا لم نكن يوما ضد الإخوان لكننا كنا ضد "الأخونة" فقط، وإلى نص الحوار.. هل تمكنت من القضاء على عناصر جماعة الإخوان المسلمين بجميع المؤسسات؟ بالتأكيد، الآن لا يوجد إخوانى يعمل فى جهاز قيادى أو إدارى بالدولة، وحققت الجبهة هدفها بنسبة تصل إلى مائة فى المائة. وما الداعى لوجودها الآن؟ حاليا، لا يوجد تواجد للجبهة على أرض الواقع وانضمت بكامل قياداتها وهيئاتها إلى التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام، والذى هدفه الآن هو إحياء مصر وانتشالها من ظلم نظام يجثو على أنفاسها. لكن هذا النظام طالبتم به.. وكان متوقعًا أن يأتى خلفًا لنظام الإخوان؟ لم نطالب بوجود هذا النظام المستبد الفاشي، ولا يمكن لنا أن نطلب نظامًا يسفك دماء المعترضين، لكننا طالبنا بحكم مدنى يكون خلفا لنظام الإخوان، الذى كانت تتحكم جماعة أو بالتحديد مكتب الإرشاد فى إدارة شؤون الدولة. أشعر بنبرة "ندم" فى كلامك.. هل المجازر التى تعرض لها الإخوان ألبت ضميرك؟ السنة الماضية، كنت فى البرلمان الأوروبي، هدفى لتواجدى هناك هو تدويل ملف الإرهاب فى مصر، وبالتالى تجدنى أسعى لتطهير مصر من الإرهاب.. لم أكن يومًا ضد الإخوان لمجرد كونهم "إخوان"، كنت ضد الأخونة فقط فى المناصب والهيئات والمؤسسات، لأن المنصب بالفعل كان يُعطى للأهل والعشيرة، وقد اعترف الإخوان بخطئهم فى ذلك. أما فيما يخص المجازر التى تعرض لها الإخوان، لا يوجد عاقل أو صاحب ضمير حر يقبل بأن تسفك الدماء، وهذا النظام الموجود ملوث بالدماء، ولكن ما أوصل الأمور لهذا الحد هو الإخوان، وأعتقد أن تواجد شخصيات معينة على منصة رابعة والنهضة كان صنيعة مخابراتية بهدف إيجاد مبرر للقتل. كيف؟ استغل الجنرالات هذا الحادث "منصة رابعة والنهضة" وما تصدره من أفكار عنيفة ودعوات للاقتتال، وقاموا بتأليب المجتمع على الإخوان بهدف استئصالهم. عند المقارنة بين النظام الحالى والسابق.. أيهما تختار؟ النظام الحالى لا يقارن بأى نظام حكم مصر، فهو أسوأ نظام حكم تولى إدارة الأمور، الآن أنت بصدد نظام مستبد فاشى فاسد يأخذ الوطن إلى الهاوية عن عمد. عن عمد!!.. هل تملك معلومات عما تقول؟ الكثير والكثير من المعلومات.. أقصد الجذور اليهودية عن والدة الرئيس السيسي، أمه اسمها "ماليكا تيتانى قادش" من يهود المغرب، ونشر ذلك موقع المحاربين القدامى الأمريكيين، وقال الموقع "إن هناك يهوديًا يحكم مصر". أعتقد أن هذا الأمر أدركه الجيش، وهو ما ظهر مؤخرًا فى وجود حالة من الصراعات بين الأجهزة فى مصر.. هناك فشل فى كل ملفات إدارة الأمور. هذا الكلام ردد من قبل ولم يتم التأكد من صحته.. فهل هناك أدلة أخرى؟ هناك أدلة كثيرة، حيث كانت هناك وساطة أمريكية للإفراج عن استخدام طائرات الأباتشى بسيناء، وإسرائيل هى من تتولى حاليًا الترويج للنظام المصرى عالميًا، والخارج يعلم ذلك جيدًا، وأنا كثير السفر إلى الخارج ويمكنكم أن تتحققوا من ذلك. وأمام وسائل الإعلام.. "السيسي" تغزل فى رئيس وزراء إسرائيل وقال عنه إنه يُمكنه تغيير وجه العالم، فالسيسى ليس رجل سلام وعلاقته بالمنظمات الصهيونية المنتمية لليمين المتطرف والعنصرى فى إسرائيل وليس المنظمات اليسارية. وهل يُمكن أن يمر ذلك على المجتمع المصري؟.. أقصد: هل غيب المجتمع؟ المجتمع المصرى أصبح يتنفس وعيًا، ومن العبث والهزل الاستمرار فى الاعتقاد بأن هذا المجتمع يُخدع، الأمور حاليا بين قوسين أو أدنى من الانفجار، السيسى يلتقى فقط بزعماء إسرائيل المعروفين بتوجههم المتشددة فكيف يمكن أن يكون رجل سلام؟ هل خدعتم كباقى الشعب فى تصور أن الإخوان مجرمون؟ هناك حالة من الخداع وحالة من الضبابية غلفت المشهد سابقا، ومنصة رابعة كانت أحد أهم الأسباب الرئيسية فيما حدث.. كانت المنصة تدعو للاقتتال والعنف وسفك الدماء، ومن كان يعتلى منصة رابعة، طُلب منهم دور معين، على المنصة، بأن تكون المنصة طائفية تدعو للعنف حتى يتم استخدام ما حدث فيما بعد. كيف يمكن استخدام ما حدث فيما بعد؟ التاريخ يقول إن معظم قيادات الجماعة الإسلامية كانوا مخبرين لأمن الدولة سابقا، ومنهم "عاصم عبد الماجد وطارق الزمر"، وهؤلاء خرجوا من مصر وهناك علامات استفهام حول خروجهم، وأحد الأسباب الرئيسية لما حدث للإخوان من جرائم هو منصة رابعة. الجنرالات استطاعوا إعطاء مبرر مقبول لسفك الدماء بوجود اعتصام رابعة، وقنوات أوروبية كلمونى بعد فض الاعتصام وقالوا لى: "إزاى 84 سنة من السياسة والإخوان ماقدروش يتكتكوا ويديروا منصة ويقعوا فى تلك الأخطاء"؟! هل دعيتم إلى انتخابات رئاسية مبكرة؟ هناك تجاوزات صارخة وبطش وظلم وقهر لا أرضى عنه لكل صاحب رأى فى المجتمع وكل من يعترض. فى 31 ديسمبر الماضي، دعا التجمع إلى انتخابات رئاسية مبكرة ووجدت هذه الدعوة صدى خارجيا أكبر بكثير من الداخلي، كم رهيب من التهديدات والتجاوزات تمت ضدى وضد الجبهة، ودشنت صفحات لتشويهي.. وحينها سافرت إلى تونس لأننى معجب بالتجربة الديمقراطية فى تونس والتقيت بالأطرف التى حصلت على نوبل هناك. هناك الكثير غيرك دعا لانتخابات رئاسية مبكرة.. توفيق عكاشة على سبيل المثل.. لا تعول على أراجوزات السياسة، فتوفيق عكاشة هذا لا تضمن رأيه لمدة دقيقتين، ويعبر بطريقة أو بأخرى عن ترجمة لصراعات الأجهزة داخل مصر.. كل عاقل محب لوطنه حتما سينحاز لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لإنقاذ مصر من انهيار يتم الإعداد له على قدم وساق على يد الجنرال السيسي. لماذا تتهم النظام بالعمالة لإسرائيل؟ الوضع الاقتصادى سيئ للغاية، والنظام الحالى تابع للخارج.. مركز بصيرة قال إن هناك 400 مليار دولار خسارة العام الماضي، وعلى مدار 6 سنوات سيصبح الدين 156 مليار جنيه، لو فيه منطق لتم إعداد دراسات جدوى طالما هناك ركود للتجارة العالمية. يعنى ذلك.. أنك تفترض أن النظام أوقع البلاد فى خسائر فادحة؟ اسأل نفسك.. لماذا نقترض والقناة تحقق خسارة؟!.. فين نتائج المؤتمر الاقتصادى وفين المشروعات المصرية الإماراتية المشتركة؟ هناك 13 شركة من كبرى شركات العالم بالتجارة والاقتصاد تنسحب من السوق المصرية، على رأسهم "جنرال موتورز وتويوتا وسوزوكي"، وأكدوا جميعهم أن السوق المصرية لم تعد سوقا آمنة، وإذا مضت الأمور على هذا المنوال لمدة 6 شهور ستعلن مصر إفلاسها مثل العديد من الدول الأوروبية. ودائع المصريين الدولارية بالبنوك فى خطر.. فإذا أودعت 100 ألف دولار بالبنك لا تستطيع سحب سوى 8 آلاف كحد أقصى يوميًا، ولا يوجد هذا السلوك فى دولة أخرى بخلاف مصر.. يعنى ذلك بالتأكيد أننا نواجه مشكلة حقيقية. ولأنك فتحت هذا الملف.. يوجه الاتهام للإخوان بأنهم سبب أزمة الدولار.. ما تعليقك؟ وجه سابقا الاتهام للإخوان بأنهم سدوا فتحات الصرف بالإسكندرية، ما ترتب عليه غرق المدينة.. هذا كلام هزل وتخريف وكلام عبثى وليس له قيمة وغير المعقول.. لو مسؤول تعثر فى منزله هيتهم الإخوان، الأمور زادت عن الحد ولا يصح الإنصات إليها. باعتبار أن حملتك مقرها الأصلى فى الإسكندرية.. كيف رصدتم تعامل الحكومة مع غرق المدينة؟ الجنرالات الذين يتحكمون فى الإدارة المحلية والبنية التحتية بالمحافظة هم السبب، ما زلت أردد وأقول إن مصر لن تنصلح أبدا طالما بقيت العسكرة بهذه الطريقة، هانى المسيري، المحافظ السابق، رجل مدنى تحمل أخطاء جنرالات العسكر، الذين لا يمتلكون أى أفكار لإصلاح البنية التحتية بالإسكندرية، أفكارهم عبارة عن "كفته"، وتحولت الإسكندرية إلى "مسخ" بما تحمله الكلمة من معان. حديثك دائما يتهم "الجيش" بالتقصير.. ومتحامل على المؤسسة العسكرية.. لماذا؟ طالما بقى وضع الجيش المصرى بهذا التداخل فى الاقتصاد والسياسة، فإن مصر ستظل "محلك سر" إن لم تتخلف وتتأخر مئات السنين، انظر حولك كل الدول التى فُتتت كسوريا والعراق واليمن وليبيا كان يتحكم بها الجيش والجنرالات يمسكون زمام الأمور بها "هم لا يفهمون شيئا". لكنهم حموا مصر من كارثة سيطرة الإخوان على مقاليد الحكم.. من أجل مصلحتهم الشخصية. بل من أجل الثورة.. فلولاهم ما كانت مصر بهذا الحال.. 25 يناير ثورة عظيمة كانت لها موجة ثانية فى 30 يونيو، سرقت الموجة الثانية من جانب الجنرالات وتم استخدام واستغلال كوارث الإخوان من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو سيطرة الجنرالات على مقاليد الحكم، الجنرالات يتحكمون فى كل شيء فى الهيئات والشركات يحتلون المناصب بالشركات والمؤسسات والهيئات، من المفترض أن هؤلاء أنهوا الخدمة ويمكن أن يكونوا عناصر فاعلة فى أى نشاط خارجى يفيد المجتمع. ** هم يقومون بذلك الآن فى البرلمان.. الذى يوجد أكثر من ثلثه عسكريون وشرطيون.. أليس كذلك؟ "رجل" البرلمان لابد أن يكون "مسيسًا".. الجيش النهاردة متداخل لدرجة كبيرة، وتم تحويله إلى شركة للتجارة العالمية، فى الوقت نفسه يحدث فشل فى سيناء، فى سيناء إرهاب تحول إلى تمرد مسلح بسبب المعالجة الخاطئة من الجنرالات. نتيجة لتركيزهم على السياسة والتحكم فى هيئات ومؤسسات الدولة، فقدوا السيطرة على الأوضاع فى سيناء، فالمرصد السيناوى رصد 86 طفلا هم ضحايا القتل الخطأ بسيناء بخلاف الاختفاء القسرى 4 حالات منذ عام، وأشهرهم الطفل أحمد عودة وأنس بدوي.. ما الذى تنتظره ممن هجر من بيته وأرضه وفقد زوجته وابنه.. بالتأكيد سيتحول إلى إرهابى وتتولد عنده نوازع انتقامية والسبب هو تركيز الجيش على البيزنس وتركه لمهامه الأصلية. ** وهل تسمح القوى المدنية الموجودة بالمجتمع للجيش بأن يفعل ذلك؟ عندنا 105 أحزاب سياسية، لا يعرف أحد من السياسيين ورؤساء الأحزاب أسماء بعضهم، وبعض الأحزاب عبارة عن عائلة زوج وزوجة والأبناء والأقارب، وهناك فرق كبير جدًا بين القوى المدنية ومخبري القوى المدنية، فكل من هو تحت قبة البرلمان "مخبر" لأن هذا البرلمان "طبخ أمنيًا". ** لكن شاهدنا المئات وهم يخرجون لانتخاب أعضاء البرلمان.. غير صحيح، أعضاء التجمع الشعبى كانوا متواجدين بشوارع المحافظات، النسبة الحقيقية للمشاركة لم تتجاوز 1.5%، ولا تعول على قوى مدنية مخترقة وأتت بها الأجهزة الأمنية، برلمان من المسوخ والمخبرين لن يفعل شيئا، وشباب الألتراس والوايت نايتس، هى القوى المدنية الحقيقية. ** ما الذى يحدث حاليا فى المجتمع لكل صوت معارض؟ هناك حالة من السعار تجاه كل منبر حر فى مصر، فمركز النديم الطبى كان يحتوى على قيادات لم تخترق أمنيا وتحدثت عنه بنت يناير "منا مينا" باحترام، وكان صوت للدفاع عن المقهورين والمظلومين فى مصر فتم إغلاقه. ** لماذا ترى الصورة سوداء بهذه الطريقة.. ألا يوجد بريق من الأمل؟ مصر تُباع بشكل ممنهج، هناك خراب يحل علينا، وخطاب السيسى الأخير أكبر دليل على ذلك، نحن مقبلون على كارثة حقيقية، فالشركات تمت خصخصتها وطرحت أسهمها بالبورصة، والشركات الأجنبية انسحبت من مصر. جميع الملفات التى أدارها السيسى فشل فيها، ويطالب المصريين بالتقشف فى وقت ينعم هو فيه بكل شيء، نتعرض لكوارث حقيقية فى أمننا المائى والغذائى والصحى والتعليمي.. والشعب "لا حياة لمن تنادي". ** لكن هناك من يحارب الفساد فى مصر.. المستشار جنينة على سبيل المثال.. لماذا هاجمتموه فى البداية؟ الرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل، بدأنا الهجوم على المستشار جنينة بعدما زج علينا أحد المحامين فى الجبهة وكان له علاقة بالمستشار أحمد الزند، أوراقا قال إنها تخص جنينة وتثبت انتماءه للإخوان.. لم نكن حينها نعرفه، وتزامن ذلك فى الوقت الذى كان يتعرض له جنينة للهجوم من الجميع، لم نشك بالأوراق لأن هذا المحامى تعامل معنا سابقا ووجدنا أنه صادق، أخذنا المستندات والأوراق ونشرناها.. ويا ليتنا لم نفعل. وكيف اكتشفتم أنكم أخطأتم فى حقه؟ صديق لى قال: "ابحث عن هشام جنينة قبل أن تستمر فى الهجوم الضارى عليه بهذا الشكل".. حينها بدأت أتراجع، وتدريجيا بحثت عن جنينة وسألت من كانوا فى دفعته، وتيقنت أنه ليس من الإخوان ولا يمت لهم بأى صلة. ** وعند اكتشاف الحقيقة.. ماذا فعلتم؟ ذهبنا إلى المستشار الصادق، وطالبنا بالعفو والسماح، وتعهدنا بأن تكون منبرًا صادقًا للدفاع عنه ضد أعدائه، والحقيقة أننا كنا كالمرابط على الصخر لم ولن نتركه أبدًا، وسنظل ندافع عن جنينة أبد الدهر، طالما أننا تأكدنا من معدنه الطيب. ** هل تعتقد أن المستشار جنينة صادق فى حديثه عن الفساد فى مصر؟ تكلفة الفساد التى تحدث عنها المستشار جنينة "صحيحة"، وعلاقتى به أصبحت علاقة أخوة وصداقة حقيقية، فهو نموذج لتجربة مدنية ناجحة فى جهاز من أجهزة الدولة، وتكلفة الفساد فى مصر فى نهب الأراضى وبيعها فقط تتجاوز 700 مليار جنيه. ** أمر "جنينة" حاليًا فى يد البرلمان.. هو من يقرر مصيره.. أليس صحيحًا؟ ليس صحيحًا، طبقا للدستور فإن البرلمان لا يمكنه استدعاء رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات وما حدث فى استدعائه "كفتة"، مستشارو السيسى لا يفهمون شيئًا، وعندما رجعوا إلى الدستور وجدوا أنهم أخطؤوا.. ولذلك تلحظ أن الموضوع انتهى وغير مثار إعلاميًا. ** يعنى ذلك أن المستشار جنينة انتصر على خصومه.. وجدوا أن شعبية جنينة وسط عوام الناس بدأت ترتفع، وأصبح "جنينة" يومًا بعد يوم يكتسب شعبية، فبدؤوا بتهدئة الأمور معه حتى شهر سبتمبر القادم وهو موعد رحيله من الجهاز المركزى للمحاسبات. ولكن هناك حالة واحدة يمكن أن تصعد الموقف خلال الأيام القادمة، وهى أن يقوم المستشار هشام جنينة بكشف المزيد من فساد الجنرالات، حينها سيستخدم السيسى حقه، وطبقًا للقرار الذى أصدره بخصوص إقالة رؤساء الأجهزة الرقابية، فيقوم بعزل جنينة من منصبه. وأرى أن هذا القانون الذى أصدره "السيسي" غير دستوري، ولكن مخبرو السيسى بالبرلمان مرروه وكان متوقعًا أن يفعلوا ذلك. ** فى النهاية.. هل تتوقع أن تستمر الأمور على هذا النحو؟ حدثت ثورة ولا بد أن يكون لها توابع، الثورات تحصد نتائجها بعد قيامها بسنوات، ولا يصح أن الأمور تمضى بهذا الهزل، ولابد من أن يشعر كل شاب فى مصر بأنه يملك فى هذا الوطن أرضًا، وإذا نزلت إلى الشارع وجمعت 200 شاب بطريقة عشوائية، أتحداك أن تجد من بينهم 10 مؤيدين لهذا النظام.