تعرضت المغنية الأوكرانية جمالا، واسمها الأصلي هو "سوزان جمالدينوف"، والتي تعود أصولها إلى شبه جزيرة القرم التي انطلقت منها فكرة أغنيتها "1944" إلى هجوم شرس من الساسة الروس. وقد تضمن الهجوم الروسي على أغنية "جمالا" اتهام الإدارة الأوكرانية ومنظمي المسابقة باختيار "جامالا" وأغنيتها بهدف الإساءة إلى روسيا، وتوجيه رسالة سياسية: "لا يجب أن تمر في منافسة عالمية كهذه". وتحكى الأغنية مأساة 230 ألفا من تتار القرم الذين شردهم القيصر ستالين قسرًا من منازلهم في شبه الجزيرة باتجاه آسيا الوسطى، وقضى أكثر من ثمانية آلاف منهم بسبب الجوع والعطش والمرض، بعدما كدستهم القوات السوفيتية فوق بعضهم البعض كالذبائح في صناديق العربات وأخرجتهم من ديارهم قسرا. وأعرب الكرملين الروسي (برلمانهم) عن غضبه واستيائه وتحفظه على الأغنية، حيث رأوا فيها أنها تشكّل إساءة لروسيا رغم أن الأغنية تتحدث عن وقائع تاريخية ثابتة لم يجر إنكارها ونفيها. لكن الفنانة أنكرت ذلك، وقالت إن أغنيتها تتناول قصة جدّتها الكبرى "نازلي خان" التي وضعت في سيارة مع أبنائها الأربعة وابنتها وأبعدوا عن ديارهم مع آلاف النساء والأطفال والمسنين ماتوا في رحلة التشرّد بطريقة بشعة، مؤكدة أنها كتبت أغنيتها في صيف العام 2014 بعد أشهر على احتلال الروس شبه جزيرة القرم مجددا، واعترفت بأن هذا الاحتلال أثار في قلبها جراح الماضي.