شككت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, في نجاح الاتفاق, الذي توصلت إليه قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا, التي عقدت في بروكسل في 7 مارس, في التصدي لأزمة تدفق اللاجئين. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 8 مارس أنه سيكون من السذاجة توقع نجاح هذا الاتفاق. وعزت "الإندبندنت" السبب في ذلك إلى وجود شبكات رائجة لتهريب البشر منذ عدة سنوات قبل اندلاع الحرب السورية, وأنها ستظل صاحبة اليد الطولى أيًّا كان الاتفاق, الذي يمكن أن يتم بين أوروبا وتركيا. وتابعت " حماية الحدود الخارجية واجب أساسي على الحكومات، لكن الاتحاد الأوروبي لم يأخذ هذا الأمر بجدية, وهو ما جعل المهربين ينشطون في تهريب البشر إلى جنوب أوروبا, في ظل إفلات تام من العقاب". واستطردت " طالما ظل تهديد شبكات تهريب البشر, دون معالجة، فإن أي اتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبي, لن يحل أزمة تدفق اللاجئين من مناطق الصراعات في الشرق الأوسط". وكانت قمة تركيا ودول الاتحاد الأوروبي في بروكسل اتفقت على النقاط الأساسية لاقتراح من المقرر تقديمه لزعماء دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع المجلس الأوروبي بشأن أزمة اللاجئين المقرر انعقاده في 17 و18 مارس. وقد سعى زعماء الاتحاد الأوروبي في هذه القمة إلى التقليل من تدفق اللاجئين عبر تركيا إلى دولهم وذلك عن طريق دعم الحكومة التركية ماليا بمبلغ (3 مليار يورو) لزيادة قدرتها على استيعاب اللاجئين، واستهداف شبكات تهريبهم إلى أوروبا وترحيل "اللاجئين الاقتصاديين" الذين جاءوا من بلدانهم لتحسين ظروفهم المعيشية وليس خوفا على حياتهم. ومن جهتها، قالت تركيا على لسان رئيس وزرائها، أحمد داوود أوغلو، قبل القمة إن "السبيل الوحيد لمواجهة هذا التحدي هو التضامن"، وأضاف أيضا "في النهاية، هذه القارة هي قارتنا جميعا"، ملمحا إلى أن تركيا تعد جزءا من القارة الأوروبية. وأما حلف شمال الأطلسي "الناتو", فقد اتهم روسيا عبر جانيس سارتس، رئيس مركز التواصل الاستراتيجي في الحلف، بشن حرب معلوماتية عبر تزوير الحقائق لصالحها، ساعية بذلك لإثارة تعاطف الرأي العام الأوروبي اتجاه تدفق اللاجئين، كما اتهمها أيضا ب "تقويض القيم الديمقراطية الأوروبية، كحرية التعبير والتسامح وحقوق الإنسان، عبر إعلامها الذي تسيطر عليه الحكومة"، حسب تعبيره. وحسب "سي إن إن", لم تتوقف الجهود البريطانية عند حد الدعم المالي لتركيا في سبيل القبض على المهربين وتخفيف تدفق اللاجئين، فقد قررت إرسال سفينة من طراز RFA Mount Bay، وزورقين وطائرة هيليكوبتر من طراز Wildcat، إلى بحر إيجة، وفقا لما أعلنه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في بيان له في 7 مارس، لتنضم إلى سفن كندية وألمانية وتركية ويونانية في عملية تبادل المعلومات مع خفر السواحل التركي للقبض على المهربين. وقال كاميرون، قبل انعقاد قمة بروكسل, إن الهدف الأساسي هو "قطع الرابط بين الصعود على متن القارب والوصول إلى أوروبا"، واقترح لتحقيق ذلك القضاء على المهربين وترحيل "اللاجئين الاقتصاديين"، ودعم تركيا ومساعدة اليونان من أجل تسريع عملية تحقيق مطالب اللاجئين وترحيل غير القانونيين منهم.