فى كل مهنة من مهن الحياة تشاهد إنسان يتقن عمله ويتحرى ويراقب ويدقق ليخرج صنعته على قدر عالي من الجودة والقبول لدى الناس، ومن ضمن هذه المهن الصحافة بل هي الأولى والأجدر بالتحري والضبط فهي تساهم فى تشكيل العقول ورفع الوعي لدى الناس وبث المعرفة ، وهى لسان كل مظلوم وسوط على كل ظالم أن أدت مهمتها على الوجه الأمثل ،وتعتبر الصحافة من أكثر المهن التي صيغت لها مواثيق شرف وأمانة ولأننا نسمع بشكل مستمر عن ميثاق جديد يخص العمل الصحفي والإعلامي ، لكن وللأسف هي مهنة يعتريها ما يعترى أي مهنة من غش وكذب وخداع ويدخلها المتملقون والنفعيون وأصحاب المذاهب الهدامة والفاسدة ومنا لا ضمير عنده وحينما تتحول الصحافة إلى بوق للأنظمة يبثون وينشرون من خلالها ما يريدون فلا تنتظر وعى ولا إدراك ولا تشكيل عقول لدى الناس لكن ولله الحمد بعد ظهور الفضائيات المفتوحة والشبكات العنكبوتيه لم يصبح الإنسان أسير هذا النوع من الصحف المشبوهة والت اصطلح على تسميتها بالصحف الصفراء وهى تسميه ترجع إلى أواخر القرن التاسع عشر إبان الحرب الأسبانية الأمريكية عندما كان احد أصحاب الصحف ينشر أخبارا كاذبة عن الحرب ليروج لصحيفته وبسبب المنافسة بين الصحف اضطر بعض أصحاب الصحف الأخرى لسلوك نفس المسلك حتى يتمكنوا من مجاراة الصحيفة الصفراء ، وعلى عكس ما يظن البعض من أن الصحافة الصفراء تظهر وتنمو فى ظل أنظمة الحكم الديمقراطية والتي بها قدر لا باس به من الحرية وهذا تفسير خاطىء لان الصحافة الصفراء غالبا لا تلجا إلى الفبركة والكذب إلا عندما يتم حجب الخبر الصحيح عنها وسد منابع استقاء الأخبار ، ولكن ليس هذا مبرر لها بل هو عيب فى أنها لم تحترم قارئها ولم تقدر للقراء عقولهم وكما علمنا فان العالم الغربي تجاوز هذا النوع من الصحافة منذ أمد بعيد بل أن احد أصحاب الصحف الصفراء قديما ندم على ما فعله بحق القراء وأحس بأنه قدم غشا وخداعا للناس فقام بالتبرع بمعظم ثروته إلى جامعة هارفارد لإنشاء كليه للصحافة تدرس آداب وأخلاقيات المهنة وتم إنشاء جائزة صحفيه مرموقة باسمه لازالت إلى الآن من أهم جوائز الصحافة وهى جائزة (بوليترز) لكن فى بلادنا هذه الصحف تنشط بل وفى كثره على الرغم من انحصار دورها وتقلص تأثيرها إلا أنها موجودة وكلنا لاحظنا منذ أيام ما قامت به صحفيه بإحدى الصحف والمواقع المصرية (اليوم السابع )تجاه أهم الجوائز الفنية وهى جائزة الاوسكار التي توزع فى بيت السينما العالمية والأمريكية (هوليود) ومن سذاجة فى النشر وتشويه للخبر ليس ابتداءا بإعلانها إنها أول صحفيه عربيه تغطى الحفل وقد كذبت ، ولا انتهاء بصور السيلفى التي اعتمدتها كصور صحفيه فى سابقه هي الأولى من نوعها تجاه تحقيق صحفي ، وأصبحنا مسار تندر وضحك العالم علينا ، صحفيه تدعى بأنها تجيد الإنجليزية فإذا بها تتكلم لغة ركيكة لا هي إنجليزية ولا هي عربية ولو أتت بأحد أصحاب البازارات فى مكان سياحي سوف يتحدث بأجود مما تكلمت ولا نملك مع المصاب عزاء