أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن سلاح الجو الروسي سيواصل عملياته ضد "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى في سوريا أثناء الهدنة وبعدها. ونقلت "روسيا اليوم" عن بوتين تأكيده اليوم الجمعة خلال اجتماع لقادة هيئة الأمن الفدرالية، "أن تنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المصنفة من قبل مجلس الأمن الدولي لا تشملها الهدنة ودون شك ستتواصل ضدها الحرب بكل حزم". وفي الرياض أكدت الهيئة العليا للمفاوضات موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة تبدأ فجر غد السبت وتستمر مدة أسبوعين، مشيرة إلى ضرورة استيفاء الملاحظات التي أبدتها على مسودة مشروع الهدنة الذي تقدمت به الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا الاتحادية. وذكر بيان للهيئة اليوم، أن "هذه الموافقة تأتي عقب تفويض 97 فصيلاً من المعارضة؛ الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة، حيث تم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة للمتابعة والتنسيق، مع التأكيد على ضرورة استيفاء الملاحظات التي تقدمت بها الهيئة إلى الأممالمتحدة، والتي تتضمن مجموعة من الضوابط التي يتعين الأخذ بها لإنجاح الهدنة ووقف الأعمال العدائية في سورية". وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد أرسلت الأربعاء الماضي مذكرة إلى مجموعة "أصدقاء سورية" وإلى رئيس مجلس الأمن وإلى المبعوث الأممي لسورية، ثمنت فيها الجهود الدولية المبذولة لحماية المدنيين، وأكدت التزامها بالحل السياسي الذي يضمن تحقيق عملية انتقال للسلطة في سورية يبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالي تمارس كامل السلطات التنفيذية، لا مكان لبشار الأسد وزمرته فيها". وطالبت الهيئة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته وواجباته القانونية في حماية الشعب السوري من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي قالت بأن "قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه، وقوات المرتزقة ترتكبها ومن جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الروسية والإيرانية على الأراضي السورية". ونصت المذكرة على مجموعة من الملاحظات التي تتضمن المطالبة بتنفيذ الهدنة من خلال مجموعة "أصدقاء سورية"، وإلزام روسيا وإيران بوقف العمليات العدائية في سورية باعتبارهما طرفاً أساسياً في القتال لصالح النظام". وشددت المذكرة على أنه "يجب أن تركز على التنفيذ المباشر والفوري غير المشروط للمواد (12 و13 و14) من قرار مجلس الأمن 2254، مؤكدة أن عدم تنفيذ هذه المواد طبقاً لما نص عليه القرار 2254 في بدء سريان هذه الهدنة يعتبر عدم التزام بها". كما طالبت المذكرة بضرورة عدم استغلال النظام وحلفائه نصوص المسودة المقترحة للاستمرار في العمليات العدائية ضد فصائل المعارضة تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وعدم إتاحة المجال لروسيا بالاستمرار في النسق الإجرامي لعمليات القصف الجوي التي تسببت بمقتل آلاف المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات وغيرها من الأهداف المدنية، مؤكدة على حق المعارضة في الدفاع عن نفسها ضد أية هجمات يمكن أن تتعرض لها. كما ذكرت الهيئة بضرورة وضع آلية دولية تتضمن إطاراً زمنياً واضحاً ومحدداً لسريان هذه الهدنة المؤقتة وانتهائها، وتحديد إجراءات فرض الامتثال وضمان عدم خرقها، وتخويل جهة محايدة للتحقق من تنفيذ شروطها ومتطلباتها من قبل جميع الأطراف، والإبلاغ عن أية خروقات وتحديد المسؤولين عنها. وأكدت الهيئة أن "عدم استيفاء الملاحظات الأساسية التي تقدمت بها، سيدفعها للإعلان عن الهدنة من طرف واحد وفق القوانين الدولية الناظمة لسير الهدنة والالتزام بوقف العمليات القتالية من طرفها بصورة مؤقتة"، وفق البيان.