استبعدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن تتخلى الولاياتالمتحدة عن تحالفها مع أكراد سوريا, لإرضاء تركيا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 21 فبراير أن واشنطن تعرقل بشدة خططا تركية للتدخل العسكري ضد "وحدات حماية الشعب الكردية السورية", التي تعتبر أكثر "حلفاء أمريكا فعالية", على حد قوله. وتابعت" الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن تحالفها مع أكراد سوريا, لأنها قررت أن تغلق الحدود السورية التركية من جهة الجنوب، أي من الجانب السوري بمساعدة الأكراد أمام دخول أعضاء تنظيم الدولة وآخرين لسوريا". واستطردت " واشنطن ترى أن الجانب الشمالي من الحدود التركية السورية لن يتم إغلاقه من قبل تركيا, ولذا قررت الاعتماد على الأكراد لإغلاق الجزء الجنوبي من هذه الحدود, وهو ما يؤكد أن لأنقرةوواشنطن أهداف متعارضة في سوريا". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التعارض يفسر رفض واشنطن للاقتراح التركي حول إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا, لأنها ترى أن هذا الاقتراح يهدف إلى منع استيلاء الأكراد السوريين على المزيد من الأراضي, وهو ما يعرقل الخطط الأمريكية في سوريا. وأكدت "الإندبندنت" أن تركيا في مأزق, لأن الولاياتالمتحدةوروسيا هما قوتان عسكريتان حاسمتان في سوريا, إلا أنها لم تستبعد في الوقت ذاته أن تتدخل أنقرة عسكريا للدفاع عن مصالحها هناك. وكثف الطيران الروسي مؤخرا غاراته، مما سمح لقوات بشار الأسد بالتوغل في عمق ريف حلب الشمالي لأول مرة منذ ثلاث سنوات. واستغلت قوات سوريا الديمقراطية -التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية- الوضع للسيطرة على بلدات وقرى كانت تخضع للمعارضة السورية، من بينها بلدة تل رفعت جنوب إعزاز المتاخمة للحدود السورية التركية. ويقصف الجيش التركي منذ 18 فبراير مواقع للوحدات الكردية السورية لمنعها من الاقتراب من مدينة إعزاز التي قالت السلطات التركية إنها لن تسمح بسقوطها بأيدي الأكراد. وقالت وكالة "الأناضول" إن القصف استهدف مواقع للمقاتلين الأكراد في مطار منغ العسكري، ونقاطا في بلدة عينم دقنة قرب تل رفعت. ودخل قبل يومين مئات من مقاتلي المعارضة السورية ريف حلب الشمالي قادمين من إدلب عبر الأراضي التركية -وفق تقارير صحفية تركية- سعيا لصد هجمات قوات نظام الأسد والأكراد. وفي 21 فبراير, قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الروس استغلوا مفاوضات جنيف لتكثيف غاراتهم الجوية في سوريا، معتبرا أن موسكو هي العائق الأكبر الذي يقف أمام حل الأزمة السورية. جاء ذلك في تصريحات لصحيفة "لاستامبا" الإيطالية أكد فيها أوغلو أن روسيا تدخلت في سوريا منذ سبتمبر الماضي بحجة مكافحة الإرهاب، بينما استهدفت 89% من هجماتها -التي تجاوز عددها 7750 هجمة- قوات المعارضة والمدنيين. وأشار جاويش أوغلو إلى أن هجمات الروس طالت المدارس والأسواق والمستشفيات والمدنيين، لذلك استعصت العملية السياسية في جنيف، حسب تعبيره. واعتبر وزير الخارجية التركي أن الغارات الروسية تسبّب نزوح عشرات الآلاف نحو حدود بلاده، مؤكدا أن المنطقة الآمنة جزء من استراتيجية شاملة لحل الصراع في سوريا، وأن بلاده تصر على إقامتها لمواجهة التهديدات من داخل الأراضي السورية. وأوضح جاويش أوغلو أن الحزمة الأمنية التي وافق حلف شمال الأطلسي (ناتو) على تقديمها لبلاده مؤخرًا والمشابهة لمسألة تعزيز دفاعها الجوي، تهدف إلى دعم القدرة الدفاعية لتركيا في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها الأزمة السورية. ومن جهة أخرى، أكد أوغلو أن بلاده تمتلك الإثباتات التي تؤكد مسئولية حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري عن تنفيذ الهجوم الأخير الذي وقع في العاصمة التركية أنقرة في 17 فبراير. وقال :"نملك البصمات والأجهزة المستخدمة في الهجوم الإرهابي، ونعلم أن منفذ الهجوم دخل إلى تركيا عبر كوباني (مدينة عين العرب ش