"الفائز عالميًا بالقرآن" يتهرب من الإعلام

سادت حالة من الغموض وتضارب الروايات بشأن حصول الطالب عبدالرحيم راضى، على المركز الأول عالميًا، فى مسابقة القرآن الكريم، التى أقيمت بدولة ماليزيا.
"المصريون"، تجولت فى قرية الطالب الأزهري، وحاولت التواصل مع الطالب والمقربين منه بقرية أولاد خليفة دائرة مركز دار السلام شرق محافظة سوهاج، للوقوف على الحقيقة.
فى بداية الأمر، رفضت عائلة "عبدالرحيم راضي"، الطالب فى كلية الصيدلة جامعة الأزهر، ابن القرية، إى إجراء حوارات أو لقاءات صحفية خلال هذه الفترة، دون إبداء أية أسباب وراء العزوف عن توضيح الحقائق.
كما أغلق والد الطالب وشقيقه هواتفهما المحمولة، ورفضا استقبال أية وسيلة إعلامية.
جاء ذلك بعد أن ترددت أنباء قوية تؤكد كذب حصول الطالب المذكور على المركز الأول عالميًا فى مسابقة القرآن الكريم، وخروج العديد من التصريحات على لسان الكثير من المصادر الدينية والرسمية فى السفارة الماليزية، والتى تنفى خبر حصول الطالب على المركز الأول أو مشاركته فى المسابقة من الأساس.
وأوضح الشيخ "أحمد العوامي"، قارئ قرآن من علماء الأزهر، أن ما يٌقال عن حصول "عبدالرحيم راضي" على المركز الأول ومشاركته فى المسابقة العالمية بدولة ماليزيا مجرد "أكذوبة" لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن المسابقة الأخيرة التى أجريت وتأهل فيها متسابق مصرى للنهائيات كانت العام الماضي.
وأضاف "العوامي" أن الطالب عبدالرحيم راضي، لم يختم القرآن كاملًا، وأكثر من قارئ وشيخ عابوا عليه قراءته ولم يُجيزوه كقارئٍ للقرآن بالمرة.
من جانيه قال الشيخ "عبدالفتاح الطاروطي"، المحكم الدولى لمسابقة القرآن بماليزيا:"إنه شارك فى آخر مسابقة لحفظ القرآن الكريم أقيمت فى دولة ماليزيا فى شهر شعبان من عام 2015، باعتباره محكمًا دوليًا، ولم يكن الطالب عبدالرحيم راضي، ضمن المتسابقين، وأنه فوجئ بالأخبار التى تناولت فوز الطالب المذكور بالمركز الأول على مستوى العالم فى مسابقة حفظ القرآن الكريم".
وأضاف "الطاروطي" فى تصريحاتٍ خاصة ل"المصريون" أنه خاطب الجهات الرسمية فى دولة ماليزيا والسفارة الماليزية وتأكد من عدم إقامة أية مسابقة لحفظ القرآن الكريم منذ منتصف العام الماضي، مطالبًا الفائز المزعوم بإظهار أية مستندات أو أوراق تثبت مشاركته فعليًا فى المسابقة وحصوله على المركز الأول.
وأوضح "الطاروطي"، أن آخر مسابقة فى ماليزيا شارك فيها المتسابق المصرى السيد طنطاوى السيد، ولم يحالفه الحظ فى الوصول للنهائيات وحصل على شهادة تقدير وقتها لمشاركته فى المسابقة.
على جانبٍ آخر، أكد الكثير من أهالى القرية، أن أقاويل كثيرة يتناولها غالبية المواطنين بعضها يتحدث عن صحة فوز عبدالرحيم عبدالراضى فى المسابقة والبعض الآخر يقول عكس ذلك، وأصبح القرية والمركز كله على طرفى نقيض من الحدث.
فى الوقت ذاته، قال مصدر بمديرية أوقاف سوهاج، إنه لم تقم أية مسابقات عالمية فى حفظ القرآن الكريم خلال الشهور الماضية، مشيرًا إلى أن الوزارة تقوم بإخطار مديريات الأوقاف على مستوى المحافظة للمشاركة فى مثل هذه المسابقات، الأمر الذى لم يحدث خلال الشهور الماضية.
وتابع المصدر: "له فى ذلك حكم، نحن لم نسمع بهذا الطالب من قبل، ولم نسمع بالمسابقة التى أعلن الطالب أن نهايتها كانت أواخر هذا الشهر".
على جانبٍ آخر، قال مقربون من (عبدالرحيم راضي) إنه أصيب بنوبة إعياءٍ شديدة، منذ مساء أمس، وتم نقله على إثرها إلى المستشفى لتلقى العلاج، وأنه اعتذر عن جميع البرامج التليفزيونية التى كان من المقرر ظهوره فيها اليوم وغد وبعد غد دون إبداء أية أسباب.