لا يخفي علي احد مايحدث داخل السجون المصرية من انتهاك لحقوق الانسان ..ومنع الكثير من المساجين من حقوقهم في الحياة الكريمة والغطاء والعلاج ...والوضع الإنساني السيئ الذي لا يليق بالانسان ..وهذا ليس في مصر فقط بل في سجون الولاياتالمتحدة ..وغيرها من الدول ألعربية والاوربية ..وصور التعذيب داخل السجون متعدده قد تصل درجة تأثيرها الي الموت او العجز ...ولكن هل وسائل التعذيب وحرمان المسجون سياسيا من أبسط حقوقه الانسانية ستجعله يتنازل او يُقلع عن أفكاره ومبادئه....؟ قد تَخَلَّق منه إنسان متطرف او اكثر عنادا والحقيقية تؤكد أن كل من يتعرض لتعذيب او انتهاك لحريته الشخصية ومايتعرض له من وسائل تعذيب تصل الي درجة الموت البطئ هؤلاء الأشخاص يتمسكون بعقيدتهم وفكرهم وتثبت لهم سياسة جلادهم معهم ..انهم علي صواب وينضم اليهم الآلاف بل الملايين ممن يؤمنون بحق الانسان في الحياة الكريمة والإنسانية وعلي الأقل من باب انه ليس مجرم وان كانت حقوق الانسان تجرم تعذيب المجرمين فما بالك بإنسان شريف له فكر ورؤية مختلفة مع الأنظمة. ..لقد حدث منذ ايام ...ان وجدت جثة الايطالي جوليو ريجييني وهو استاذ جامعي ووجد علي جثته اثار تعذيب والذي تسبب لتوجيه الاتهام الي وزارة الداخلية المصرية وهذا محل تحقيق ولا يمكن الجزم او النفي ان كانت وزارة الداخلية هي المسؤلة عن قتله من عدمه ...الا انني في هذا الحادث استوقفتني العديد من الملاحظات : طريقة تعامل المجتمع الدولي مع مقتل الأجانب في مصر وطريقة تعامل الحكومة المصرية مع مقتل ابنائها بالخارج وكان المصريين بالخارج في عداد الأموات لا تحرك الجرائم التي تقع ضدهم بالخارج ساكن ...كم مصري يقتل ولا نعرف ماذا حدث لقاتله ...؟ لقد وقع أكثر من 4600 أستاذ جامعي من حوالي 90 دولة يوقعون على خطاب مفتوح للسيسي احتجاجا على مقتل جوليو ريجيني والاختفاء القسري والتعذيب في مصر .. وطالب الاكاديميون الموقعون على البيان بفتح تحقيق مستقل ونزيه في ملابسات مقتل جوليو ريجيني ..وفي كل حالات الاختفاء القسري والتعذيب والوفاة في أماكن الاحتجاز التي وقعت في شهري يناير وفبراير...وتقديم المسئولين عن هذه الأفعال للمحاكمة. هذا فعله نشطاء وأستاذة جامعة من الغرب من اجل الدفاع عن حريتنا وعن معتقلينا لأنهم لايريدون لأبنائنا ان يلقوا مصير أستاذهم الجامعي مقتل احدهم ايقظ ضميرهم ونحن ماذا قدمنا من اجل الدفاع عن كل مظلوم قابع في معتقل ...؟ نعترف نظام وشعب بانه داخل السجون ابرياء خربت ديارهم ...ومرضت أجسادهم ...وضاع مستقبلهم الوظيفي والعلمي والاجتماعي والسياسي إن صح القول ....ولا يحرك لنا ساكن وفقط نشمت او نقول ظلم وننسي ...وأحيانا نجرح ونتهم الضحية بأنه اقلق الجاني ....ما هذا الجبن والخزلان الذي تعودنا عليه ورفضنا الا نعيش بدونه ...ليكون لنا رداء وغطاء نستتر به خوفا من البطش والتنكيل ....وكاننا نتغافل عن ..أن ليس أحدا منا ببعيد عن نيل نفس المصيرولو بالخطا ....! إننا جميعا نساهم في قتل أنفسنا معنويا ليموت البعض قتيل من اجل حرية وكرامة ننتظرها ولكن نقف موقف المتفرج علي المسرح الي ان ننالها... أظن اننا لانستحقها الان ..لأننا خزلنا من يريد ان ينتصر لحريتنا وارادتنا حتي لا نحكم بالسجن والكرباج . وللمعتقل ربا ينصره.. وللظالم يوم يقتص فيه منه مظلومه