قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحات له اليوم: "إن مبعوث الأممالمتحدة لسورية ستافان دي ميستورا أبلغه بأنه لن يوجه الدعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري لحضور محادثات السلام في جنيف، وبأن هيئة معارضة تشكلت في الرياض ستقود المفاوضات". وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قد أكد في تصريحات له مساء أمسي "أنّ أنقرة ترفض بشكل قاطع مشاركة الأكراد السوريين من حزب الاتحاد الديمقراطي في محادثات السلام حول سورية التي تبدأ الجمعة في جنيف". وأضاف أوغلو، أمام نواب حزبه "نرفض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب (الكردي) حول طاولة المفاوضات"، مذكرًا بأنّ حكومته تعتبر هاتين الحركتين المقربتين من حزب العمال الكردستاني "إرهابيتين". ومن المقرر أن تعلن الهيئة العليا للمفاوضات التي شكلتها المعارضة اليوم الاربعاء، موقفها النهائي من المشاركة في المفاوضات المرتقبة بعد غد الجمعة في جينيف السويسرية. وكانت مصادر مطلعة في الائتلاف السوري المعارض، قد تحدثت عن توجه إيجابي، في إشارة إلى امكانية قبول الدعوة والذهاب إلى المفاوضات، التي من المخطط لها أن تمتد في خطوتها الأولى لمدة عشرة أيام قبل اجتماع دولي في فيينا سيعقد في 11 من شباط (فبراير) المقبل لتقويم توجهات المفاوضات غير المباشرة. في غضون ذلك انتقد أكد عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برهان غليون المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا يقوم بتمييع مؤتمر جنيف من خلال جعله للمحادثات دون المفاوضات. وقال غليون في تصريحات له اليوم: "واضح أن المقصود ليس مفاوضات بين معارضة ونظام على تحقيق هدف محدد، وإنما تأسيس منتدى سوري تحت إشراف المبعوث الدولي، هدفه تمييع القضية الرئيسية لمحاسبة النظام والانتقال الديمقراطي؛ في محادثات ونقاشات لا تنتهي، حول كل ما يهم قطاعات السوريين، على مختلف أطيافهم". واعتبر غليون، أن المرشد الوحيد لدي ميستورا في عمله هو "النقاط الأربع التي اقترحها الإيرانيون للحفاظ على نظام الأسد وعلى نفوذهم الأكبر في سورية". وأضاف: "تفترض المحادثات غير الرسمية التي يريد دي ميستورا قيادتها في جنيف بين أشخاص ووفود وتجمعات لا حصر لها؛ أن المشكلة ليست في نظام الأسد وإنما في السوريين أنفسهم. ولا يمكن إنقاذ النظام من دون إعادة التفاهم بين السوريين". وتابع: "بذلك لن يبرأ النظام من المسؤولية عن الأزمة التي قادت إليها سياساته الدموية فحسب، ولكنه يتحول إلى خشبة الخلاص الوحيدة لمجتمع منقسم ومتشظي بوصفه الطرف الممثل للدولة أو المتماهي معها، تماماً كما تتحول طهران إلى راعي الوحدة السورية بعد أن كانت الديناميت الذي فجرها". ورأى غليون، أن السوريين "يعيشون لحظة قلب الأشياء رأساً على عقب، وتحويل المجرم إلى ضحية والضحية إلى جلاد، وراء غلالة من الأحاديث الكاذبة والمهذبة عن الحل السياسي والسلام والمصالحة"، على حد تعبيره. من جهته أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني هشام مروة أن مزاعم الرّوس حول وجود "إرهابيين" في وفد مفاوضات المعارضة، يهدف لضرب مصداقية الوفد، و"هو أمر يُقْصَدُ منه عرقلة العملية السّياسية، بينما لم يتكلموا عن وفد النظام ومُكوناته ولم يتدخلوا فيه!". وأشار مروة إلى أن "دي مستورا، مُطالب بأن يضغط على النظام السوري وحلفائه لتنفيذ إلتزاماتهم، التي وقعوا عليها، وهذا يُمثل أبسط واجبات دي مستورا كوسيط لعملية المفاوضات وكمبعوث دولي"، مشدداً على أن "الهروب من استحقاقات بيان جنيف، والقرارات الدولية ذاتِ الصّلة، لا يمكن أنْ يُنتج حلاً للأزمة الدَّامية في بلدنا الجريح"، كما قال.