هدوء واستقرار وتشديدات أمنية مكثفة.. هكذا حال ميادين مصر، أمس، الذي وافق الذكرى الخامسة لثورة 25يناير، على عكس التوقعات في ظل الدعوات للحشد التي قادتها جماعة "الإخوان المسلمين" خصوصًا، إذ لم تسجل أي تظاهرات كبرى كما كانت الجماعة تدعو إلى ذلك من أجل العودة إلى المربع الأول للثورة ومطالبها المتمثلة في "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية". وقال خبراء سياسيون، إن "الإخوان" فشلت في الحشد ضد النظام في الذكرى الخامسة لثورة 25يناير، الأمر الذي أرجعه البعض إلى أن "الشعب المصري أدرك حقيقة الإخوان"، بينما هناك من عزا ذلك إلى الخوف من تكرار الاضطرابات التي أعقبت ثورة يناير، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، وسعي المواطن وراء لقمة العيش. وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "خروج الذكرى الخامسة للثورة بهذا الشكل يؤكد إحكام الدولة قبضتها الأمنية على جميع ميادين مصر ومنع المظاهرات المؤيدة أو المعارضة للنظام الحاكم، بالإضافة إلى ضعف الرصيد الشعبي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر حاليًا." مع ذلك، رفض غباشي في تصريحات إلى "المصريون"، القياس على حالة الاستقرار التي مر بها يوم أمس في التأكيد على انتهاء التيار الإسلامي أو جماعة الإخوان المسلمين، مدللاً على ذلك ب "خروج أعداد محدودة من المظاهرات المؤيدة للإخوان خاصة في ميدان المطرية". وعلق غباشي على التقارير الإخوانية التي تحدثت عن وجود آلاف المتظاهرين بالشوارع في الذكرى الخامسة للثورة، قائلاً: "تقارير غير واقعية على الإطلاق؛ لأن كل المؤشرات السياسية أظهرت، أمس، أن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي يحكم قبضته على جميع مفاصل الدولة". وشدد على أن "النظام الحالي في حالة استنفار ولن يسمح بنزول الشباب في الشارع ولا التحضير لأي تظاهرات أو تجمع، وهذا منذ 30 يونيو، لذلك من الصعب تكرار ما حدث في يناير 2011". ورفض غباشي مقارنة الوضع في تونس بمصر، لأن "تونس أكثر استقرارًا وكل ما حدث هي تظاهرات غاضبة؛ نتيجة الإهمال في منطقة القصرين وما تعانيه من فقر وسيحتويها النظام". من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن "الذكرى الخامسة لثورة 25يناير لم يحدث فيها أعمال عنف وفوضى كما دعت "الإخوان المسلمين"، موضحًا أن "الشعب رفض المظاهرات والدعوات التي تؤدى إلى الفوضى وتعطيل مصالحهم". وأضاف هاشم ل "المصريون": "الشارع المصري لفظ جماعة الإخوان المسلمين بعد 30 يونيو، كما لفظ المطالبة بما يسمونه "عودة الشرعية" التي تطالب برجوع الرئيس المعزول محمد مرسي". وأشار إلى أن "الطريق الحقيقي لانتصار الثورة، هو توسيع دائرة تمكين الشباب، لاسيما مَن قاموا بثورة 25 يناير، لأنهم يرون أنفسهم أحق بها، ولا بد أن يكون لهم حصة في السلطة وإدارة البلاد، وإرساء رؤيتهم ووجهات نظرهم في العديد من القضايا، لتحقيق أهداف الثورة من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية"، مع ضرورة الإفراج عن المسجونين من الشباب، والابتعاد عن انتهاكات حقوق الإنسان لبعض الشباب". فيما رأى محمد منظور، عضو الهيئة العليا لحزب "مستقبل وطن"، أن "زمن التظاهرات انتهى وحان وقت العمل". وأضاف: "شهداء يناير خرجوا منذ خمس سنوات بحثًا عن حياة كريمة لذلك وجب العمل حاليًا حتى نوفرها، مشيرًا إلى أن الفترة الحالية التي يمر بها الوطن، بحاجة ماسة لمزيد من العمل والتكاتف بين جموع الشعب المصري". وقال محمد العرابي، عضو مجلس النواب، وزير الخارجية الأسبق، إن "أمر الإخوان انتهى إلى الأبد، فهم ليس لديهم أي قدرات للحشد أو المظاهرات، ولم يعد أحد في العالم كله يتحدث عنهم، نظرًا لانتهاء عصرهم". وأضاف العرابي: "القطار انطلق في طريقه، والشعب يعلم تمامًا ما يريد، وإن تخلف الإخوان عن القطار فهم الأحرار".