علمت "المصريون" أن هناك جهودًا مصرية مكثفة لتطويق الأزمة المشتعلة مع حركة "حماس" بعد الاستقبال الفاتر لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إثر رفض رئيس الوزراء كمال الجنزورى استقباله رغم طلبه مقابلته لمرتين. وتبذل القاهرة جهودًا مكثفة لتنظيم لقاء قمة تحتضنه مصر بين الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، ورئيس المكتب السياسى لحماس، خالد مشعل، لإزالة جميع العراقيل التى توقف دخول المصالحة الفلسطينية حيز التنفيذ خصوصا أن القاهرة نظرت بقلق بالغ للرسالة التى وجهتها فتح للعواصم العربية بعدم التعامل مع هنية كرئيس وزراء دليل على توتر العلاقات بين فتح وحماس بشكل قد تؤثر بالسلب على ملف المصالحة. وتسعى القاهرة من وراء عقد القمة الفلسطينية إلى إزالة جميع تداعيات زيارة هنية، والبحث عن تسوية لجميع الملفات التى تحول دون تنفيذ المصالحة ومنها هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بناء الأجهزة الأمنية وقانون الانتخابات وعدّها من المسائل التى حالت دون انتهاء التوتر بين فتح وحماس. يأتى هذا فيما استبعدت مصادر مطلعة أن تؤثر أزمة استقبال هنية على العلاقة بين مصر وحركة "حماس"، لاسيما بعد أن دخلت القاهرة على خط الأزمة وطالبت الحركة بإتمام الزيارة التى كان مقررًا أن يقوم بها للقطاع الرئيس محمود عباس، رغم تحفظ "حماس" ومطالبها بتسوية ملفات التوتر مع فتح قبل إتمامها. من جانبه يرى إبراهيم الدراوى، مدير مركز الدراسات الفلسطينية فى القاهرة، أن تدخل فتح لدى القاهرة لمنع استقبال هنية يكشف مدى التوتر الذى يسود علاقات فتح وحماس، كما يكشف عن وجود ضغوط أمريكية على عباس لعدم المضى قدما فى تنفيذ اتفاق المصالحة، محملاً التيار الصهيونى داخل فتح مسئولية التوتر الشديد مع حماس. لكنه استبعد أن يكون للأزمة تأثير على العلاقة مع "حماس" فى ظل رغبة الطرفين فى استمرار النوافذ مفتوحة بما يخدم مصالح الجميع.