مصطفى حمدان شاب مصرى فى الخامسة والعشرين من عمره استطاع أن يحول النفايات إلى ذهب ما جعله يدخر دخلاً جيدًا من هذا المشروع، لكن نجاحه هذا لم يأت دون عراقيل. أنشأ حمدان شركته "ريسيكلوبيكيا" منذ خمس سنوات فى منزل والديه فى مدينة طنطا، وهى إحدى أولى شركات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية فى الشرق الأوسط". ويروى مصطفى قصته مع تحويل النفايات لذهب قائلاً ل"بي بي سي": "كنت أشاهد فيلمًا وثائقيًا عن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، وأدركت أن هناك كثيرًا من الإمكانات في استخلاص المعادن من اللوحات الرئيسية لأجهزة الكمبيوتر (مزر بورد) -الذهب والفضة والنحاس والبلاتينيوم." ويضيف: "كانت صناعة مزدهرة فى أوروبا والولايات المتحدة، لكن، لم يكن يزاولها أحد فى الشرق الأوسط". وعلى مدار أعوام، استطاع حمدان التغلب على بعض العراقيل، من بينها عدم قدرته على الإيفاء بتوفير الطلبيات، والتوسع الزائد، وتداعيات الاضطرابات السياسية والاجتماعية فى مصر منذ اندلاع الربيع العربي. الصفقة الأولى شرع حمدان فى نشاطه عام 2011، وقت اندلاع موجات الربيع العربي، وبدأ ذلك بالترويج لتجارته بنشر إعلان فى قسم الشركات بموقع التجارة الإلكترونية الشهير على بابا. وجاء أول أمر توريد لريسيكلوبيكيا عندما طلب مشتر فى هونغ كونغ 10 أطنان من نفايات الأقراص الصلبة (هارد ديسك). ويقول حمدان: "فى ذلك الوقت، لم أكن أعلم حتى من أين سأجمع مثل هذه الكمية، وانتقلت إلى القاهرة، حيث يعيش 17 مليون شخص يخلفون 15 طنًا من القمامة يوميًا. وتابع قائلا: "إدارة جمع القمامة تجرى من خلال نظام غير رسمي يعتمد على "الزبالين" (جامعى القمامة)، وهم جماعة تقوم بقمع القمامة وفرز مكونات القمامة فرزًا دقيقًا ثم بيع مكوناتها من البلاستيك والورق والمعدن، لكنهم لا يجمعون النفايات الإلكترونية، مثل أجهزة الكمبيوتر القديمة أو الطابعات، وبدلاً من ذلك، اضطرت ريسيكلوبيكيا لجمع مثل هذه المنتجات من الشركات. واستطاع حمدان أن يفى بأولى طلبيات شركته المطلوب إرسالها إلى هونغ كونغ، حين أدرك أنه بحاجة إلى جمع 15 ألف دولار، وذلك بإقناعه أستاذ جامعى لإقراضه المال مقابل 40% من أرباح صفقته الأولى، وذلك لتأمين المال الضروري وبعد أشهر تمت أولى شحنات الصفقة. "عقبات" تعرضت الشركة لبعض العراقيل فى البداية ولذلك، سافر إلى هونغ كونغ لدراسة نشاط شركات إعادة تدوير النفايات فى المنطقة الصينية. وبينما حاول حمدان الإعداد لرحلته الأولى إلى أوروبا، واجه عقبة أخرى وهى ضرورة أداء الخدمة العسكرية كان العقبة الأكبر فى إنشاء شركته لأن القانون المصرى يفرق على الشباب بين 18 إلى 30 عاما أداء الخدمة العسكرية لمدة عام أو عامين أو ثلاثة أعوام. ولم يستطع حمدان، تأجيل الخدمة العسكرية لعدم قدرته على السفر خارج البلاد دون إذن خاص من وزارة الدفاع. ويقول حمدان: "القوانين وحدها هى ما تسمح لى بالقيام بذلك فى الفصل الأول من كل عام دراسي، وهو ما يعنى أنه على أن أواصل تأجيل الرحلات، وحصر موعيدها فى تلك الشهور فحسب". واستكمل قائلا: "وبحلول عام 2013، اقتربت ريسيكلوبيكيا من إبرام صفقة استثمار مع شركة ألمانية، لكن وبعد شهر تبددت الأمال عندما أطاحت المؤسسة العسكرية بالرئيس محمد مرسى، حسب قوله. ويقول حمدان: "أعلنت وقتها التقارير الإعلامية أن الطرق أغلقها الجيش، والإرهابيين يملئون الشوارع كان ذلك كارثة بالنسبة لنا وبنهاية 2013، فقدنا معظم استثماراتنا التى حققناها". وأخيرًا لجأ حمدان لعقد شراكة مع موقع جوميا للتسوق الإلكترونى للسماح للأفراد بالتجارة فى نفاياتهم الإلكترونية مقابل قسائم لشراء المنتجات.