فلسطين جغرافيًا صغيرة لكن أهميتها الإستراتيجية كبيرة بموقعها وطبيعتها ولذا تاريخها عريق شاركت فيه حضارات متعاقبة كما تدلل التنقيبات الأثرية كل مرة من جديد وآخرها فى شمال عكا حيث أعلن عن اكتشاف آثار قلعة كنعانية عمرها 3400 سنة. وتم الكشف عن أطلال القلعة الكنعانية في شمال فلسطين خلال أعمال بناء برج سكنى في مدينة نهاريا الإسرائيلية. وتشمل العمارة الكنعانية قلعة كبيرة ومتنزها للبحارة في حوض البحر المتوسط وغرفًا للمبيت. وتم العثور بالتنقيبات الأثرية على تماثيل حجرية وفخارية تجسد الإنسان والحيوان وأسلحة مصنوعة من البرونز وأدوات منزلية مستوردة من أماكن مختلفة من العالم. ويبدو أن العمارة الكنعانية التاريخية شمال عكا أقيمت بجوار مرفأ صغير وكانت مركزًا مهمًا على ساحل البحر المتوسط. واكتشفت أيضًا كمية كبيرة من حبوب القمح، البقوليات والعنب. ويؤكد الباحث في الآثار عبد الله مقاري ل«القدس العربي» أن الكثير من الأدوات الفخارية والمعدنية قد اكتشفت في الموقع. ويدلل مقاري على أهمية الموقع الكنعاني المكتشف بالقول إنه تعرض للهدم والحرق أربع مرات. ويستذكر اكتشاف سلطة الآثار قبل شهور خلال تنقيباتها فى منطقة الكابرى قضاء عكا على جرار نبيذ تعود إلى أربعة آلاف سنة، ويعتقد بأنها كانت تتبع لأحد الملوك الكنعانيين. وتم العثور على بقايا النبيذ داخل أربعين جرة اكتشفت في أطلال قصر يتوقع أن تساهم في إلقاء الضوء على تاريخ الجليل الغربي في ذاك الزمان الغابر. ويرجح مقاري أن الملك الكنعاني اعتاد على تنظيم حفلات خاصة لمقربيه وأصدقائه شملت تناول النبيذ واللحوم، إذ اكتشفت بجنبات القصر كمية كبيرة من عظام الحيوانات أيضًا. كما يعتقد أن النبيذ تم تصنيعه بدقة وهو مؤشر على شيوع ظاهرة شرب النبيذ لدى الخاصة وعلى مكانة اجتماعية مرموقة في تلك الحقبة. يشار إلى أن هذا القصر الكنعانى الذى اكتشفت آثاره للمرة الأولى عام 1950 جنوب قرية الكابرى الفلسطينية المهجرة، بنى قبل 3850 سنة فى الفترة البرونزية الوسطى. وكشفت تنقيبات فى الستينيات عن معالم قصر واسع استخدم لحفلات الاستقبال الفاخرة ولاستضافة أعيان المنطقة.