ظهرت مؤخرا استخدامات أخرى مقززة لمواقع التواصل الاجتماعي وهى الإعلان عن التبرع بالسائل المنوى من قبل رجال للسيدات لا تربطهم صلة الزواج التي تحافظ على الأنساب من الاختلاط كما أمرت جميع الأديان السماوية، حيث ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية في تقريرها المنشور على نسختها الإلكترونية، أن سيمون واتسون الذي لم يتجاوز عمره 41 عاما يروج عن خدماته الخاصة بالتبرع بالسائل المنوي عبر الإعلان على "فيس بوك" ويقدم للسيدات ما وصفه ب"الجرعة السحرية" نظير 50 جنيها إسترليني. ويعتقد واتسون وفقا للتقرير، أنه أب لما لا يقل عن 800 طفل أنجبهم خلال ال16 عاما الماضية، لكنه يقر أن الرقم من الممكن أن يتجاوز ال1000 طفل. وقال واتسون: "في العام 2014، ساعدت سيدات من حوالي 12 دولة حول العالم، ولدي أطفال من إسبانيا وتايوان"، مضيفا: "أُنجب 50 طفلا سنويا، وكنت أفعل ذلك على مدار 16 عاما. وأنا في طريقي إلى تسجيل رقم قياسي عالمي". ويتقابل واتسون وهو من منطقة ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن مع السيدات في مواقف السيارات والفنادق، من المملكة المتحدة وأيضًا في بلدان العالم، كل أسبوع ويسلمهم السائل المنوي الخاص به. واتسون ينشر على صفحته الشخصية على "فيس بوك" الكثير من قصص النجاح وصور الأطفال الذين أنجبهم بتلك الطريقة. السيدات اللائي يستخدمن السائل المنوي ل"واتسون" يوفرن آلاف الجنيهات عبر تفادي مراحل العلاج المطول الذي يسبق التلقيح الصناعي أو حتى تناول الأدوية التي تساعد على الحمل. وفي هذا الصدد، قال واتسون في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "إذا ما ذهبت إلى عيادة الخصوبة والإنجاب، يتعين على الأشخاص المرور بالكثير من العقبات - الجلسات الاستشارية والعديد من الاختبارات، ثم بعد ذلك دفع أموالا كثيرة نظير الخدمة، لكن في الواقع إذا ما كان لديك متبرع خاص، فإنك تستطيع أن تذهب وتراه وتقابله في أي مكان شئت وتحصل منه على ما تريد وتمضي لشأنك". لكن الخبراء حذروا النساء من مغبة استخدام طرق غير مرخصة يمكن أن تعرض حياتهم للخطر، إذ أن العيادات تقوم بإجراء جلسات التشاور والاختبارات القوية للكشف عن الأمراض الوراثية وأيضًا الأمراض التي تنتقل عبر ممارسة الجنس. وقالت لورا ويتجينس الرئيس التنفيذي للصندوق الوطني للتبرع بالأمشاج في تصريحات للبرنامج الذي تقدمه المذيعة الشهيرة فيكتوريا ديربشاير على "بي بي سي": "إذا لم تستطع تدبير 1500 إسترليني لضمان السلامة لنفسك ولطفلك، ينبغي عليك أن تسأل نفسك إذا ما كانت ملائمة لأن تكتسبي صفة الأمومة. إنها مهمة شاقة". وبعد العام 2005، يحق للأطفال الذين يُولدون عبر التبرع بالسائل المنوي في المملكة المتحدة معرفة أبائهم الحقيقيين عندما يصلون إلى سن ال 18. ويشار إلى أن المتبرعين بالسائل المنوي لا يكونون الآباء القانونيين ولا تُكتب أسماؤهم في شهادات الميلاد الخاصة بالأطفال الذين أنجبوهم بتلك الطريقة. لكن المتبرعين الذين لا يمتلكون رخصة لمزاولة هذا العمل، مثل واتسون، قد يُطالبون برعاية أبنائهم بل ومن الممكن أيضًا أن يُنسب لهم هؤلاء الأطفال. جدير بالذكر أن هيئة التخصيب وعلم الأجنة البشرية في المملكة المتحدة قد حددت عدد أفراد الأسرة الذين ينجبهم متبرع واحد بالسائل المنوي ب 10 فقط. واتسون وبرغم كونه متزوجا مرتين ويعول ثلاثة أطفال، يبحث عن حب جديد، لكنه يقر بأنه من الصعب إيجاد سيدة ترضى بوظيفته الحالية التي يسميها ب"المتبرع بالسائل المنوي". ومن المعلوم أن الرقم القياسي السابق لأكبر شخص من حيث إنجاب الأطفال عبر التبرع بالسائل المنوي مسجل باسم بيرتولد ويزنر الذي تجاوز عدد أطفاله ال 600. والطريف أن زوجته وتُدعى ماري بارتون، أخصائية نساء وتوليد، كانت تستخدم السائل المنوي الخاص به في تلقيح السيدات بنفسها في عيادتها الخاصة الكائنة في شارع "هارلي ستريت" بمدينة وستمنستر بلندن في أربعينيات القرن الماضي.