شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن روسيا تريد مكافحة الإرهاب بشكل مشترك مع بقية العالم، اتهم في الوقت نفسه الغرب بأنه يفاقم الأزمات الدولية التي ساهم فيها. وقال بوتين ،في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية ،تناولت قضايا شتى "نواجه تهديدات مشتركة ومازلنا نريد انضمام جميع الدول في كل من أوروبا والعالم إلى جهودنا لمكافحة هذه التهديدات ومازلنا نناضل من أجل هذا. وتابع قائلاً: "لا أشير إلى الإرهاب فحسب وإنما أيضا إلى الجريمة وتهريب البشر وحماية البيئة وتحديات كثيرة أخرى مشتركة. ومع ذلك فهذا لا يعني أنه يجب علينا الموافقة على كل شيء يقرره الآخرون في هذه الأمور أو أمور أخرى." وتأتي تصريحات بوتين في حين تهاجم القوات الجوية الروسية أهدافا في سوريا وتقول موسكو إنها تهدف إلى تقويض تنظيم داعش الذي انضم إليه آلاف الروس ويشكل الآن تهديدا خطيرا للأمن الوطني. إلا أن روسيا لم تنضم إلى تحالف تقوده الولاياتالمتحدة ويشن هجمات على داعش في سورياوالعراق. وتقول واشنطن وحلفاؤها إن هجمات موسكو لا تهدف إلا إلى مساعدة الرئيس بشار الأسد على البقاء في السلطة. إلى ذلك، قال بوتين إن التدخلات العسكرية الغربية السابقة في العراق وليبيا ساهمت في زيادة الإرهاب في هاتين الدولتين ومناطق أخرى مؤكدا ما قاله أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. الملف الأوكراني و"بداية العبث" أما في الملف الأوكراني، فوصف بوتين مرارا إسقاط الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانكوفيتش في 2014 بعد احتجاجات مؤيدة لأوروبا على مدى أشهر بأنه "انقلاب" واتهم الغرب بإثارته ومساعدته. وفي فبرايرمن العام الماضي اتفقت فرنسا والمانيا وروسياوأوكرانيا على سلسلة اتفاقيات سلام تعرف باسم اتفاقيات مينسك ساعدت على وقف الحرب بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الحكومية في جنوب شرق أوكرانيا. ولكن بوتين قال لبيلد في إشارة ِإلى العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو" الجميع يقول إن اتفاقيات مينسك لابد وأن تنفذ وقد يعاد النظر بعد ذلك في قضية العقوبات. هذا بداية العبث لأن كل الأمور الأساسية التي يتعين إنجازها فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقيات مينسك تعد مسؤولية سلطات كييف الحالية."