تتجه الأوضاع داخل حزب الأحرار إلى الانفجار بعد تصاعد المعارضة داخل الحزب ضد أسلوب رئيس الحزب حلمي سالم في إدارة الحزب وصحفه ومطالبة الكثير من أعضاء الأمانة العامة بتشكيل لجنة لإدارة صحف الحزب وضبط أوضاعها المالية ومراقبة الإيرادات والمصروفات بعد أن اشتكى الكثير من أعضاء الأمانة العامة من سيطرة سالم شبة الكاملة على الأوضاع المالية للحزب. وطالب أكثر من 17 من أعضاء الأمانة العامة للحزب بضرورة اكتفاء سالم برئاسة مجلس إدارة صحيفة الأحرار فقط وإبعاده عن رئاسة مجلس إدارة صحيفتي "الحقيقة "و"آفاق عربية " ، أسوة بما كان يفعله زعيم الحزب الراحل مصطفى كمال مراد الذي كان يكتفي برئاسة مجلس إدارة الصحيفة الرئيسية للحزب فقط. وطالبت مجموعة ال17 كذلك بضرورة إقالة صلاح قبضايا رئيس تحرير صحيفة الأحرار والبحث عن رئيس تحرير جديد لديه الرغبة في تطوير الجريدة التي تراجع توزيعها بصورة غير مسبوقة . ولم تكتف المجموعة بذلك بل إنها طالبت خلال اجتماع الأمانة العامة الذي عقد ظهر أمس بضرورة وقف جريدة آفاق عربية التي تحولت إلى بوق لجماعة الإخوان المسلمين ولن تعد تعبر عن مبادئ الحزب ، مطالبين بتشكيل لجنة لفحص الموقف المالي للجريدة ومعرفة أوجه إنفاقها وإخضاع أوضاعها المالية لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات. وتنوي المجموعة في المرحلة القادمة تصعيد المواجهة مع سالم في ظل ما تعتبره سلبية منه تجاه استعادة أرضية الحزب في الشارع السياسي أو دعم أمانات الحزب في المحافظات ، مشيرة إلى أنها تنوي تصعيد الأمر إلى لجنة الأحزاب لتحديد موقف سالم ومدى إمكانية الدعوة إلى مؤتمر عام للحزب لانتخاب رئيس جديد. من جانبه ، أكد حلمي سالم رئيس حزب الأحرار أن المعارضين له تحركهم أهداف شخصية ولا يسعون إلى مصلحة الحزب بقدر حرصهم على تحقيق مكتسبات من الحزب وأن حديثهم عن الأوضاع المالية في الحزب ما هي إلا ذر للرماد في العيون ، مشيرا إلى أنه الرئيس الشرعي للحزب وأي تشكيك في هذه الرئاسة مرفوض. وشدد سالم على أنه ليس حريصا على استمرار رئاسته لمجلس إدارة صحيفة "الحقيقة" أو "آفاق عربية" وأنه يتمني أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه التخلص من هذه التركة الثقيلة ، وأنه سيسعى في الأيام القادمة للتنازل عن هذين المنصبين نافيا وجود أي تجاوزات مالية داخل مؤسسات الحزب أو جرائده.