تكشف "المصريون" أبعادًا بالغة الخطورة، فى الدور الذى تقوم به السفارة الأمريكية فى القاهرة، والذى يتجاوز كل أبعاد العمل الدبلوماسى، إلى التورط فى رعاية منظمات سرية، تعمل ضد أنظمة الحكم، وتنسق الجهود بين فصائل سياسية، وتؤمن الدعم بمختلف أشكاله لها. ففى وثيقة نشرها موقع "ويكيليكس"، بتاريخ 2009-04-23، وتحمل رقم 09CAIRO695، تتحدث السفيرة الأمريكية "سكوبى" فيها، عن مقابلاتها مع نشطاء مصريين، والذين لجأوا إلى السفارة، لعرض مشكلاتهم السياسية، وخلافاتهم التنظيمية، والجهود التى يعتزمون القيام بها، فى صيغة توحى بأن السفيرة، تعمل كمنسق عام لبعض التنظيمات السياسية، ثم تصل الوثيقة إلى حد اعتراف السفيرة، بأن بعض النشطاء، الذين كانت تلتقيهم السفيرة وتنسق معهم، كانوا يشكلون تنظيمات سرية، داخل التنظيمات غير القانونية أصلا. ونترك للقارئ متابعة السيناريو، الذى تحدثت عنه وثيقة السفيرة الأمريكية نفسها بالتفصيل، والنقل الحرفى، تقول الوثيقة: "أخبرنا قائد حركة 6 إبريل، أحمد صالح فى 22 إبريل، أنه يخطط للسفر إلى واشنطن، من 2 مايو، وحتى 9 مايو، للإدلاء بشهادته فى جلسة 7 مايو، بالكونجرس، على مشروع قرار لحقوق الإنسان، فى مصر برعاية النائب فرانك وولف". وقال صالح، إن دينا جرجس، من منظمة "أصوات من أجل مصر ديمقراطية"، غير الحكومية، ومقرها واشنطن، تعمل على ترتيب لقاءات له مع الكونجرس، وأن المنظمة ستوفر له السكن. ويعتقد صالح أن الناشط المصرى، سعد الدين إبراهيم، يمول "شخصياً" تكاليف رحلته بالطائرة إلى الولاياتالمتحدة. وطلب صالح المساعدة فى ترتيب لقاءات مع مسئولين بالحكومة الأمريكية، حتى يتمكن من "شرح أهمية الديمقراطية فى مصر". وفقاً لصالح، فإن حركة 6 إبريل فى حالة فوضى متزايدة، وقال صالح إن الأعضاء الإسلاميين، مثل ناشط حزب العمل، ضياء العيسوى، والقائد العلمانى لحركة 6 إبريل، أحمد ماهر، يتهمونهما ب"الخيانة"، لارتباطهما بمنظمة "فريدوم هاوس" غير الحكومية الأمريكية، والتى ينظر إليها العيسوى باعتبارها "منظمة صهيونية". وأشار صالح إلى أن الأعضاء الإسلاميين، قاموا بعقد محاكمة صورية لأحمد ماهر، بتهمة "الخيانة" فى الساعات الأولى من يوم 22 إبريل، بعد الحصول على وثائق منظمة "فريدوم هاوس"، تتضمن تفاصيل تمويل معتزم ل"أنشطة حركة 6 إبريل". وقال صالح إنه نتيجة لهذا النزاع الداخلى فى الحركة، فإن التنسيق مع منظمة "فريدوم هاوس"، هو "مستحيل" الآن. وتكهن صالح بأن العيسوى قد يكون عميلاً لأمن الدولة. وأشار صالح إلى أن النشطاء الشباب من حزب الغد العلمانى، يتهمونه أيضاً وأحمد ماهر ب"الخيانة"، بسبب اتصالاتهم مع منظمة "فريدوم هاوس". وادعى صالح أن المدون البارز، وائل عباس، يعمل مع ضياء العيسوى، لتقويض القيادة العلمانية لحركة 6 إبريل، حتى يتمكن عباس من أخذ عباءة النشاط عبر الإنترنت لنفسه. وفقاً لصالح، فإن عباس هدد بنشر معلومات، عن صلات صالح وماهر بمنظمة "فريدوم هاوس" على مدونته. وأخبرنا صالح أنه لا يزال يخطط لإنشاء جناح علمانى "سرى" لحركة 6 إبريل. فى اجتماع منفصل فى 23 إبريل، اتهم وائل عباس، قائد حركة 6 إبريل، أحمد ماهر بأنه ضعيف، واتهم الحركة بأنها غير منظمة، ولكنه لم يبد أى دعم للعيسوى. (تعليق: نحن لا نعتقد أن عباس يريد الهيمنة على نشطاء الإنترنت الآخرين كما اقترح صالح، فعباس عمل بشكل وثيق مع نشطاء آخرين فى الماضى، وأعرب لنا عن أمله فى أن يشارك المزيد من نشطاء الإنترنت فى الحياة السياسية، نهاية التعليق). اسكوبى. رقم الوثيقة: 09CAIRO695 تاريخها: 2009-04-23