ينتظر أنصار جماعة الإخوان المسلمين، موقف رسمى من تركيا حول زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تناولت تقارير إعلامية الأسبوع الماضي، احتمال سفر الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تركيا فى إبريل، لحضور مؤتمر القمة الإسلامية هناك، ومن المقرر أن تتسلم تركيا من مصر رئاسة القمة للدورة القادمة، كما هو معتاد بروتوكوليًا. وفتح الأمر الكثير من التساؤلات حول إمكانية إتمام المصالحة بين مصر وتركيا برعاية المملكة العربية السعودية حال ذهاب السيسي، غير أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قطع هذه الاحتمالات فى كلمة متلفزة له أشار فيها برفضه التعامل مع النظام المصرى الحالى بشكل نهائي. واستنكر أردوغان إدانات إيران حول أحكام الإعدام فى السعودية، فى الوقت الذى يواجه فيه الرئيس المعزول محمد مرسى، حكمًا بالإعدام فى مصر، مضيفًا: "هناك أحد الرؤساء والقادة الذين حكم عليهم بالإعدام فى مصر، محمد مرسي، هذا الشخص الذى كان رئيسًا للجمهورية المصرية فى يوم ما، كيف قمت بإصدار حكم الإعدام عليه وهو رئيس". وتابع: "هل كان إرهابيًا؟، من الذى قام بالانقلاب العسكري، جنرال من الجنرالات العسكرية وهو السيسى قام بعمل انقلاب عسكرى وضربة عسكرية فى مصر ثم قام بإلقاء القبض على الرئيس وأصدر عليه حكمًا بالإعدام، هل تكلم أحد، هل أحد صدر صوته بخصوص حكم الإعدام الذى صدر بخصوص مرسي، لم يصدر أحد صوتًا ولكن تركيا لم تصمت جراء هذا الموضوع، إذن كيف يمكن، أن نصمت جراء هذا". وقال "أردوغان"، إن أحكام الإعدام موجودة فى العديد من الدول وتنفذ فى إيران، والولايات المتحدةالأمريكية، وروسيا، والصين، معتبرًا أن تنفيذ أحكام الإعدام فى السعودية "شأن سعودى داخلي"، لكنه أكد استنكار تركيا لحكم الإعدام الصادر ضد الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى متسائلاً "هل كان إرهابيًا؟". وتساءل "أردوغان" عن سبب صمت الشريحة التى ناهضت تنفيذ حكم بالإعدام فى السعودية حيال الإعدامات فى الدول الأخرى، محذرًا من أياد خفية تعمل من أجل إثارة الفتن المذهبية فى العالم الإسلامي. واستطرد: "معظم الذين أُعدموا فى المملكة هم من السنة، الذين أدينوا بتعاملهم مع تنظيم القاعدة"، معربًا عن اعتقاده أن "قرارات الإعدام شأن سعودى داخلي". ونفذت السعودية حكماً بالإعدام على 47 مدانًا بقضايا إرهابية فى المملكة بينهم رجل الدين الشيعى البارز نمر النمر، وهو ما أثار ردود فعل إيرانية قوية واحتجاجات شعبية فى إيران. وفيما يتعلق بسوريا، قال "أردوغان: "لماذا تلتزم بعض الجهات الصمت، حيال مقتل مئات الآلاف فى سوريا والعالم، فيما تتعمد إثارة الضجيج لإعدام شخص واحد فى السعودية، فى الوقت الذى تقوم فيه بإمداد نظام الأسد بالمال والسلاح، بشكل مباشر وغير مباشر". وألغيت أحكام الإعدام فى تركيا فى 2004، قبل عامين من مجيء حزب التنمية والعدالة -الذى ينتمى له إردوغان- إلى السلطة. ويعد إلغاء عقوبة الإعدام شرطًا مسبقًا للانضمام للاتحاد الأوروبى وهو ما تجرى تركيا مفاوضات بشأنه مع الكتلة الأوروبية منذ سنوات. وتوترت العلاقة بين النظام المصرى ونظيره التركي، بعد إجراءات 3 يوليو 2013 على خلفية دعم الأولى لجماعة الإخوان المسلمين مصر، ووصل الأمر إلى أن استدعت مصر سفيرها من تركيا فى أغسطس 2013 وبلغت تركيا فى نوفمبر من ذلك العام بأن السفير التركى فى القاهرة "شخص غير مرغوب" فيه، وتدار علاقات البلدين على مستوى قائم بالأعمال منذ ذلك الحين. وأدانت تركيا، عزل الجيش لمرسى فى يوليو 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه ووصفته ب"الانقلاب العسكري". وكان السيسى يشغل آنذاك منصب وزير الدفاع. وتدعم تركيا منذ ذلك الوقت جماعة الإخوان المسلمين، حيث هرب بعض من قياداتها إلى تركيا خوفاً من الملاحقة الأمنية والقضائية.