نظم مركز للآثار بالآردن ما أطلقوا عليه " الحملة الأردنية الوطنية " والتى طالبت فرنسا باعادة " مسلة ميشع" وهى مسلة أثرية بأرتفاع نحو " مترين ونصف " ويرجع تاريخها الى نحو ثلاث ألاف سنة ، ومنقوش عليها 34 سطر مسجل فيها أنتصارات الملك ميشع ملك المملكة المؤدابية وهى مملكة قديمة كانت بالاردن ، وتعرض فرنسا المسلة ضمن مقتنيات متحف " اللوفر "بباريس .. وأصر المركز الآردنى على اعادة المسلة ، والا سينظم اعتصامات امام السفارة الفرنسية ، ويلجأ الى المحاكم المحلية و الدولية ، ويتخذ كافة السبل لاستعادتها السفيرة الفرنسية فى الارردن " كارلين دوما " وجدت ان التهديدات جدية ، وانها ستسىء الى صورة فرنسا ، واعتبارها لصوص أثار وحضارة ، فبدأت مع الحكومة الفرنسية فى تقديم عروض وترضية للمركز الآردنى منها : اقامة مشروعات وتحديثات فى مدينة مأدبا " مقر المسلة "ولكن المركز رفض .. فرنسا عرضت زيادة فى المشروعات بأكبر من نطاق المدينة ، أى أيضا بالمحافظة التى بها المدينة .. بينما المركز مشغل أغانى أطبطب . أدلع . أعمله ايه ؟!...وأقوله حبيبى ما يردش . أقوله يا روحى ما يردش .. المزاد يزود ما يردش .. حتى أضطر جان لوك مارتينز أن يشغل أغنية " أنا عارف زعلتك منى ..صدقنى كان غصب عنى " .. ويقوم بدعوة المركز الاردنى لزيارة باريس والتفاوض ثانية فى أمر المسلة يجرى هذا من الآردن حول قطعة اثار واحدة معروضة بمتحف اللوفر ، بينما من يدخل هذا المتحف يعتقد انه المتحف المصرى بميدان التحرير ، اذ يضم جناح مسمى بالآثار المصرية القديمة " الفرعونية " مئات القطع التى لا مثيل لها ، فضلا عن أثار من مصر فى معظم أجنحة المتحف خاصة جناح الآثار الأسلامية ، وجناح الآثار اليونانية والرومانية .. و مقتنيات عن الحملة الفرنسية على مصر معروضة فى المتحف العسكرى بباريس ، و يضاف الى ذلك وجود أكبر عدد من المسلات تزين ميادين ومزارات فرنسا أشهرها فى ميدان الكونكرد والشانزليزيه ، وهى بأرتفاع 27 متر وليست مترين ونصف مثل مسلة الآردن .. ولكن ليس لدينا مركز أثار او وزارة أو دولة تحذو حذو المركز الآردنى ، والذى يبدو أنه يقلد ما فعلته اليونان بمطالبة فرنسا باسقاط الديون المستحقة عليها ، ومنحها جزء من دخل متحف اللوفر ، رغم عدم وجود أثار مسروقة من اليونان ، ولكن فقط توجد أثار منسوبة للحضارة اليونانية ! فى مصر لدينا مبررات ليست لاستعادة الآثارأو تحقيق عائد ، بل استمرار عرضها هناك بدون مقابل ! فلدينا من يتشدق بشعارات من عينة : ان أثارنا المعروضة هناك ملك العالم كله ، وانها أفضل دعاية لمصر ، بل يزايد البعض قائلا : ان عرضها بمتاحف الغرب أفضل لنا ، لانهم سيحافظون عليها ، بينما لو تم عرضها بمتحافنا لتمت سرقتها لو كانت هذه الآثار المصرية ملك أى دولة لاستجابت لنداء فرنسا بتجميل البلد المستخرج منها القطعة الآثرية ، وعليه ستقوم فرنسا بتحمل تكاليف تجميل وأقامة مشروعات فى كل ارجاء المحروسة من اسوان حتى الاسكندرية ، ومن سيدى برانى حتى رفح .. ولتم اسقاط الديون نتيجة عرض الاثار لآكثر من 150 سنة بمتحف اللوفر بدون مقابل ، ولتم تحصيل جزء من عائد متحف اللوفر والذى يزيد عن عشرة مليارات يورو سنويا ، ولتم اعتبار هذه الاثار بمثابة معارض للاثار المصرية بالخارج ، من حقنا الحصول على جزء كبير من عائد زوارها ومشاهديها ، ومن حقنا استعادتها الى أرض مصر وهذا نموذج مما يجرى من الاردن عن قطعة أثار واحدة ، وهى دولة ليست فى أزمة مالية طاحنة مثلنا .. ولكننا فى مصر نتفرج على عدم تحقيق مكاسب بالمليارات الفارق باختصار أن لدينا – لا مؤاخذه – من " يتأمز تأميز " !